قال مدير جريدة 'العمق'، محمد لغروس، إن نجاح دمج الذكاء الاصطناعي في قطاع الإعلام لا يتوقف على امتلاك الأدوات التكنولوجية، بل على عمق الفهم المعرفي والالتزام الأخلاقي الذي يحكم استخدامها. وأكد أن التحدي الحقيقي 'معرفي وأخلاقي' بالدرجة الأولى.

وخلال مداخلته في ندوة حول دور الذكاء الاصطناعي في تطوير الإعلام والمرافعة الرقمية عن قضية الصحراء، أوضح لغروس أن جودة مخرجات هذه الأنظمة تعتمد كليا على البيانات التي تتغذى عليها. وقال: 'الفكرة في نهاية المطاف هي هذه المعطيات والبيانات. ينبغي أن تكون المعلومة دقيقة وصادقة، وإلا سنكون أمام نقل للمعلومات المشوهة والأخبار المضللة'.

وشدد لغروس في اللقاء الذي احتضنه معهد الصحافة وتكنولوجيا الإعلام بمدينة العيون اليوم السبت على أن الذكاء الاصطناعي يظل 'سلاحا ذا حدين'. وأوضح: 'إذا وفرت له المعطيات الدقيقة ووظفته بشكل إيجابي، سيؤدي لنتائج جيدة. أما إذا استُخدم بشكل عكسي، فسنرى التشوهات التي بدأنا نلاحظها اليوم، من مقابلات مزيفة وشخصيات متحركة تقدم كواقع'.

وحذر لغروس خلال الندوة التي نظمها المركز الأطلسي للصحافة وتكنولوجيا الإعلام بالصحراء من مخاطر 'التقليد الأعمى' في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، منتقدا التوجه السطحي نحو إضافة 'مادة عن الذكاء الاصطناعي' في المناهج دون بناء فهم عميق. وأشار إلى أن هذا النهج 'سيُخلف الموعد مرة أخرى'، داعيا إلى تجاوز مجرد الاستهلاك التقني.

كما ربط المتحدث بشكل مباشر بين إمكانيات الذكاء الاصطناعي التي تعتمد على البيانات المفتوحة، وبين الواقع العملي الذي يواجه تحديات في 'تفعيل قانون الحق في الحصول على المعلومة'. واعتبر أن البيئة التي لا تشجع على تدفق البيانات بحرية تمثل عائقا أساسيا أمام الاستفادة الحقيقية من هذه الثورة الرقمية، حيث لا يمكن تغذية الأنظمة الذكية ببيانات دقيقة وموثوقة إذا كانت محجوبة.

ودعا مدير جريدة العمق إلى الانتقال من مرحلة 'الاستخدام' السطحي للتقنية إلى 'التملك العلمي' لها. وشدد على أن الهدف يجب أن يكون فهم وتطوير وتشغيل هذه الأنظمة بوعي وقدرة، وليس مجرد امتلاكها دون القدرة على الاستفادة الحقيقية منها، مؤكدا أن 'الذكاء الاصطناعي يبقى وعاء، والنتائج تتعلق بما يضعه فيه المستخدم من مدخلات وما يطلبه من مخرجات'.

وفي رده على سؤال حول مستقبل مهنة الصحافة، أقر لغروس ضمن الندوة التي نظمت تحت إشراف رابطة أنصار الحكم الذاتي بالأقاليم الصحراوية بأن الذكاء الاصطناعي، كأي تطور تكنولوجي سابق، سيؤدي إلى تحول في الوظائف، مشيرا إلى أن مؤسسات إعلامية دولية استغنت بالفعل عن صحافيين. لكنه أكد أن ذلك لا يعني اندثاها بشكل نهائي.