فازت شركة 'أرما هولدينغ' المغربية، المتخصصة في تدبير النفايات، بعقد قيمته 7 مليارات أوقية سنويا (مليار و615 مليون درهم) قابل للتجديد لمدة 10 سنوات لتدبير النفايات في العاصمة الموريتانية نواكشوط، بعد مسار طويل ومعقد من المناقصات والإلغاءات.

وتبلغ قيمة العقد 7.06 مليار أوقية سنويا، وهو يغطي جميع أنحاء تجمعات نواكشوط، وشهدت عملية الإسناد عدة تعليقات وإلغاءات من قبل هيئة تنظيم الصفقات العمومية (ARMP)، فبعد أن فازت به في البداية شركة 'SOS NDD'، تم تعليق العقد ثلاث مرات بعد طعون، قبل أن يقع الاختيار على 'أرما هولدينغ' رسميًا، بعد أن رفعت هيئة تنظيم الصفقات العمومية آخر تعليقاتها في أوائل يونيو 2025.

ويندرج عقد نواكشوط ضمن استراتيجية توسع إقليمية لـ 'أرما هولدينغ'، حيث تعمل الشركة بالتوازي على تطوير مشاريع في السنغال وساحل العاج من خلال مصنع لإعادة التدوير في أبيدجان، بهدف أن تصبح مشغلًا رائدًا للخدمات الحضرية في أفريقيا الناطقة بالفرنسية.

ويتمثل التحدي المباشر في نواكشوط في تحديث جمع النفايات ونشر أسطول جديد وتأسيس خدمة مستمرة وموثوقة في مدينة ذات توقعات عالية، كما يمثل هذا العقد تعزيزًا لمكانة 'أرما' الأفريقية الشاملة واختبارًا حقيقيًا في سوق استراتيجي.

وسيقود يوسف أحيزون، الرئيس التنفيذي لشركة 'أرما هولدينغ'، هذه المهمة لتحديث نظام جمع ونقل النفايات الصلبة في نواكشوط بأكملها، حيث تواجه المدينة تحديات هيكلية كبيرة في هذا المجال، حيث يعتبر هذا الفوز إنجازًا كبيرًا للمجموعة، إذ يُنظر إلى هذا السوق على أنه واجهة إقليمية في قطاع شديد التنافسية.

واختار يوسف أحيزون، البالغ من العمر 38 عاما، وهو ابن الرئيس السابق لاتصالات المغرب، عبد السلام أحيزون، أن يشق طريقه الخاص في عالم الخدمات الحضرية، فبعد دراسته في باريس دوفين وبونت باريستيك، بدأ مسيرته المهنية في شركة ديريشبورغ الفرنسية المتخصصة في النظافة الحضرية، وفي عام 2014، ساهم في تأسيس الفرع المغربي للمجموعة، وفي عام 2019، سيطر عليه بالكامل وأسس 'أرما هولدينغ'.

وتدار المجموعة حاليًا من قبل عائلة أحيزون، يوسف وشقيقتيه زينب وياسمين وشريكهم، علاء الدين بن الطيب، حيث أصبحت 'أرما' لاعبا رئيسيا في القطاع بالمغرب، حيث تتواجد في 19 مدينة، وتوظف أكثر من 7000 موظف، وتنويع خدماتها لتشمل الإضاءة العمومية وإعادة التدوير.

ويجسد يوسف أحيزون، المصنف في المرتبة 12 ضمن قائمة 'شوازول 100 أفريقيا' التي تكرم سنويًا أبرز 100 قائد اقتصادي شاب في القارة، الجيل الجديد من رواد الأعمال الحضريين الأفارقة، حيث يطمح إلى مواكبة تحول المدن الأفريقية من خلال دمج معايير خدمة أعلى وحلول مبتكرة، في الوقت الذي يوفر له عقد نواكشوط فرصة جديدة لإثبات هذه الرؤية على أرض الواقع.

تجدر الإشارة إلى أن شركة 'أرما' للبيئة تدير قطاع النظافة في حوالي 27 مدينة مغربية على مساحة 3200 كلم2 بأزيد من 7000 متعاون و3 ملايين مواطن بأسطول ضخم وآليات متطورة، مع مواصلة التوسع إقليميا وقاريا.