كشفت وزارة الخارجية الأمريكية عن حادثة خطيرة تتعلق بانتحال شخصية وزير الخارجية ماركو روبيو باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة.

استهدف شخص مجهول الهوية مسؤولين بارزين، بما في ذلك ثلاثة وزراء خارجية، وحاكم ولاية أمريكية، وعضو في الكونغرس، من خلال التواصل عبر تطبيق 'سيجنال' المشفر.

أثارت هذه الواقعة مخاوف جدية بشأن أمن الاتصالات الدبلوماسية وتزايد تهديدات التزييف العميق (Deepfake) في العلاقات الدولية، وفقًا لصحيفة واشنطن بوست.

تفاصيل الحادثة

استخدم المنتحل تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقليد صوت روبيو وأسلوب كتابته بدقة عالية، وأنشأ حسابًا على تطبيق 'سيجنال' باستخدام عنوان بريد إلكتروني مشابه لعنوان روبيو الرسمي ([email protected]).

تضمنت الرسائل نصوصًا وتسجيلات صوتية مركبة، بهدف خداع المسؤولين للكشف عن معلومات حساسة أو الوصول إلى حساباتهم الشخصية.

بدأت الحملة في منتصف يونيو 2025، واستهدفت ما لا يقل عن خمسة أشخاص، بما في ذلك مسؤولون دوليون ومحليون، وفقًا لوكالة رويترز.

رد فعل السلطات الأمريكية

حثت وزارة الخارجية الأمريكية الشركاء الدوليين على الإبلاغ عن أي محاولات مشابهة عبر مركز شكاوى جرائم الإنترنت التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI).

كما أصدرت تحذيرًا للدبلوماسيين الأمريكيين والدوليين من احتمال استهداف مسؤولين آخرين باستخدام تقنيات مماثلة، وأوصت بتعزيز إجراءات التحقق من هوية المتواصلين عبر القنوات الرقمية.

وأكد مسؤول كبير في الوزارة أن التحقيقات جارية لتحديد مصدر الهجمة وما إذا كان الجاني يعمل من داخل الولايات المتحدة أو خارجها، وفقًا لصحيفة الإندبندنت البريطانية.

وتأتي هذه الحادثة في سياق متصاعد من الهجمات السيبرانية التي تستهدف المسؤولين الأمريكيين. تعرضت رئيسة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز لاختراق هاتفي في مايو 2025، مما دفع إلى تحقيق مشترك بين البيت الأبيض ومكتب التحقيقات الفيدرالي.

كما أن استخدام تقنيات التزييف العميق أصبح مصدر قلق عالمي، حيث يمكن أن تُستخدم لتضليل الرأي العام أو التلاعب بالعلاقات الدولية، وفقًا لصحيفة واشنطن بوست.

وأشارت التقارير إلى أن هذه الواقعة تسلط الضوء على الحاجة إلى تعزيز الوعي الأمني وتطوير أدوات للكشف عن التزييف العميق، وفقًا لوكالة رويترز.

وتمثل حادثة انتحال شخصية ماركو روبيو تطورًا مقلقًا في استخدام الذكاء الاصطناعي لأغراض خبيثة.

بينما تواصل السلطات الأمريكية تحقيقاتها، يبقى من الضروري تعزيز إجراءات الحماية السيبرانية والتدريب على التحقق من المصادر.

تظهر هذه الواقعة أن تهديدات التزييف العميق لم تعد قاصرة على القطاع الخاص، بل أصبحت تشكل خطرًا مباشرًا على الأمن القومي والعلاقات الدولية، وفقًا لشبكة سي إن إن.