أكد الدكتور أحمد الفرا مدير مستشفى الأطفال في مجمع ناصر الطبي أن القطاع الصحي في غزة تجاوز مرحلة الكارثة، مشيرًا إلى أن الوضع الإنساني الحالي في القطاع 'خطير جدًا' ويزداد سوءًا مع مرور كل يوم.

وقال الفرا في مداخلة مع قناة 'الجزيرة': 'كنا قد حذرنا مرارًا، من خلال وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، من الوصول إلى هذه النقطة، لكننا -للأسف الشديد– بلغناها الآن'.

وأوضح أن حالات الوفاة نتيجة سوء التغذية والمجاعة تسارعت بشكل لافت، مشيرًا إلى أن عدد الوفيات خلال مجمل فترة الحرب كان يقدَّر بنحو 60 إلى 70 حالة، أما اليوم، فقد بلغ العدد 50 حالة إضافية خلال أسبوع واحد فقط، ما يظهر أن كرة الثلج تتدحرج وتزداد حجمًا يومًا بعد يوم.

وأضاف: 'سوء التغذية أصبح ظاهرة عامة في قطاع غزة، ولم تعد تقتصر على الأطفال فقط، بل تشمل الحوامل، والرضّع، والمسنين، وحتى الشباب، الذين لم يعودوا قادرين على الوقوف أو الحركة أو متابعة شؤون حياتهم اليومية'.

وأشار إلى أن معظم السكان يعانون من ضعف عام، ونقص حاد في الفيتامينات، وإرهاق شديد يُنهك أجسادهم.

وتابع الطبيب قائلًا: 'قمنا اليوم بجولة في قسم التغذية بمجمع ناصر الطبي، فلم نجد سريرًا واحدًا خاليًا، فجميع الأسرة مشغولة بحالات حرجة تعاني من سوء تغذية شديد'

وأوضح أن معظم الحالات تعاني من انخفاض حاد في الوزن، حتى أن بعض المرضى فقدوا 60% إلى 65% من وزنهم، وهي أرقام غير مسبوقة كما تم تسجيل أعراض شديدة من بينها تجمع السوائل في الجسم، وانتفاخ البطن، ونقص في الفيتامينات.

ولم تقتصر المعاناة على المرضى فقط، إذ أكد الطبيب أن الطواقم الطبية نفسها تعاني من تدهور في أوضاعها الصحية، قائلًا: 'حتى نحن الكبار بدأنا نعاني من أزمة شديدة، فغالبية الزملاء يعانون الآن من أعراض نقص التوازن، والعشى الليلي، وفقر الدم الناتج عن نقص الحديد'.

وفي ختام تصريحاته، أعرب الطبيب عن حزنه واستيائه من صمت العالم إزاء ما يجري، مؤكدًا أن 'العالم لا يزال يتفرج من بعيد، وكأن غزة ليست جزءًا من هذا العالم'.