في خطوة تحمل الكثير من الرمزية والأمل، أعلن نادي الزمالك تعاقده رسميًا مع النجم الفلسطيني الشاب آدم كايد، أحد أبرز المواهب الصاعدة في أوروبا، ليبدأ اللاعب مرحلة جديدة في مسيرته، وسط تطلعات جماهير 'القلعة البيضاء' لأن يكون أحد الأعمدة المستقبلية للفريق في الدوري المصري الممتاز.

ولد آدم حمزة جهاد أحمد كايد يوم 2 مارس 2002 في مدينة هيلسينغبورج السويدية، لعائلة فلسطينية تعود أصولها إلى طيرة وحيفا داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة. ومنذ نعومة أظافره، برزت موهبته في ملاعب السويد، لينضم إلى أكاديمية نادي هيلسينغبورج IF في سن العاشرة، حيث تلقى تدريبه وصقل مهاراته الكروية حتى بلغ الفريق الأول.

وشهد عام 2021 انطلاقته الاحترافية مع الفريق الأول لهيلسينغبورج، قبل أن يخوض تجربة قصيرة على سبيل الإعارة في الدوري النرويجي مع نادي ستابيك، ثم ينتقل إلى فريق NAC بريدا الهولندي في 2023.

خلال مسيرته مع NAC بريدا، أظهر كايد نضجًا تكتيكيًا وتطورًا مستمرًا في الأداء، حيث خاض 23 مباراة بجميع المسابقات، وسجل هدفًا وحيدًا، لكنه صنع عدة فرص وأسهم في ديناميكية الفريق الهجومية. وفي موسم 2024–2025، شارك في 16 مباراة بالدوري الهولندي، 5 منها كأساسي، ونجح في التأقلم مع متطلبات الكرة الهولندية بمرونة ملحوظة.

وما يميز آدم كايد هو تعدد مراكزه وقدرته على شغل الأجنحة اليمنى واليسرى، وكذلك مركز صانع الألعاب، مما يمنحه قيمة تكتيكية مضاعفة لأي فريق يعتمد على الحلول المتنوعة في الثلث الهجومي.

رغم تمثيله منتخبات السويد للفئات العمرية تحت 16، 17، 18 و20 عامًا، قرر كايد أن يلبّي نداء الوطن، ويخوض تجربته الدولية مع منتخب فلسطين. وشارك بالفعل في أربع مباريات ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، حيث واجه منتخبات الأردن، العراق والكويت. وعلى الرغم من عدم تسجيله أي أهداف، إلا أن أداءه لاقى إشادة واسعة، لا سيما في مساهماته الهجومية وصناعته لثلاث فرص محققة.

في ظل سعي نادي الزمالك إلى تجديد دمائه وتأسيس مشروع كروي قوي بقيادة المدرب البلجيكي يانيك فيريرا، كان آدم كايد ضمن قائمة الأسماء المستهدفة لبناء فريق شاب وقادر على المنافسة محليًا وإفريقيًا. ورغم وجود عروض من أندية خليجية، اختار كايد الزمالك طمعًا في بيئة تنافسية وصاخبة جماهيريًا، تضمن له الاستمرارية في التطور وخوض تجربة مختلفة في أحد أكثر أندية القارة تاريخًا وتأثيرًا.

تُعد صفقة انضمام آدم كايد إلى الزمالك أكثر من مجرد إضافة كروية، فهي رسالة تعكس روح الانتماء والاعتزاز بالهوية الفلسطينية، وتجسيد لحلم أبناء الشتات الذين يسعون للتألق ورفع راية وطنهم في مختلف بقاع العالم. كما يرى جمهور الزمالك في اللاعب مشروع نجم جديد قادر على صناعة الفارق في المستقبل القريب، بفضل قدراته الفنية وسرعته ومهارته في المراوغة وصناعة اللعب.

وبينما يبدأ كايد رحلته الجديدة في القاهرة، تتجه الأنظار إلى ما سيقدّمه بالقميص الأبيض، في تجربة ينتظرها الكثيرون بشغف، آملين أن يكون خير ممثل للكرة الفلسطينية وأحد نجوم الزمالك في قادم السنوات.