في تطور يعكس تعقيدات المشهد السياسي السوداني، أفادت وكالة السودان للأنباء أن رئيس الوزراء كامل إدريس وصل صباح اليوم إلى البلاد عقب رحلة عمل في العاصمة السويسرية جنيف، حيث ناقش ملفات تتعلق بالأمن القومي والقضايا الدولية الملحة، بما في ذلك ملف السلام والشؤون الإنسانية والوضع في مدينة الفاشر، إلى جانب مباحثات اقتصادية مرتبطة بإعادة الإعمار والتنمية والمشاريع الكبرى في السودان.

عودة من جنيف

أكدت الوكالة أن إدريس عقد لقاءات مع عدد من المسؤولين الاقتصاديين خلال زيارته إلى جنيف، حيث تناولت المباحثات قضايا إعادة الإعمار والتنمية في السودان، إضافة إلى مشاريع كبرى تهدف إلى دعم الاقتصاد الوطني. وتأتي هذه العودة في وقت تتزايد فيه التحديات السياسية والإنسانية التي تواجه البلاد، ما يجعل نتائج هذه الزيارة محل اهتمام داخلي وخارجي.

جدل الاستقالة

قبل أيام، تداولت وسائل إعلام محلية في بورتسودان أنباء عن تقديم رئيس الوزراء كامل إدريس استقالته بعد أشهر قليلة من تعيينه، وأنه غادر بالفعل إلى سويسرا قبل أسبوعين، في خطوة وُصفت بأنها انتكاسة جديدة للجهاز الحاكم في المدينة الذي تقوده شخصيات بارزة من الحركة الإسلامية السودانية رغم نفي تلك الاخبار . وأثارت هذه الأنباء جدلاً واسعاً داخل الأوساط السياسية، خاصة أن مغادرته جاءت في وقت حساس يشهد فيه السودان تصاعداً في الأزمات الداخلية.

مغادرة مثيرة

بحسب مصادر مطلعة، غادر إدريس مدينة بورتسودان متجهاً إلى سويسرا قبل أسبوعين، وهو ما اعتُبر دليلاً على عمق الأزمة التي تواجهها الإدارة الحالية في المدينة. وأوضحت المصادر أن إدريس كان يُنظر إليه باعتباره شخصية ذات صلات دولية يمكن أن تمنح النظام قدراً من الشرعية أمام المجتمع الدولي، إلا أن ابتعاده عن المشهد السياسي أضعف هذه الرؤية وأكد هشاشة البنية المدنية داخل السلطة.

ضغوط سياسية

أشارت المصادر إلى أن إدريس جرى تقديمه منذ البداية كوجه مدني للجيش، مستفيداً من خلفيته وعلاقاته مع منظمات دولية، لكن سرعان ما اتضح أنه لم يتمكن من لعب الدور الذي كان متوقعاً منه. وأكدت أن الضغوط التي مورست عليه من قبل قيادات الحركة الإسلامية كانت السبب المباشر في استقالته، حيث لم يعد يحظى بالدعم اللازم للاستمرار في منصبه، ما أضاف بعداً جديداً للأزمة السياسية التي تشهدها البلاد .