أكد الدكتور محمد علي فهيم، رئيس مركز تغيرات المناخ أن التغيرات المناخية أثرت بالفعل على المحاصيل الزراعية، مشيرا إلى أنه لابد وأن يكون هناك خطوات لمواجهة هذا الأمر.

وقال فهيم في مداخلة مع برنامج 'حضرة المواطن' المذاع على قناة 'الحدث اليوم': ' ما نراه اليوم من تغيّر مناخي يؤثر بشدة على المحاصيل الزراعية، الحقيقة أن جميع المزارعين، سواء الكبار أو الصغار، وباختلاف مستوياتهم الثقافية، باتوا يدركون أن الجو قد تغير بالفعل، وأن هذا التغير بدأ ينعكس على محاصيلهم'.

وأضاف: 'أحيانًا تكون التأثيرات كبيرة جدًا، وأحيانًا متوسطة أو خفيفة، لكنهم في النهاية يواجهون مظاهر غريبة أمام أعينهم: النمو يتأثر، الإنتاجيات تتراجع، التزهير يتأخر، العقد يتأخر، وأحيانًا ينعدم تمامًا كل هذه الأمور تعود بلا شك إلى تغيّر المناخ'.

وتابع: 'المطلوب الآن فهو خطة عمل متكاملة على ثلاثة مستويات: المدى القصير، والمدى المتوسط، والمدى الطويل، على أن يكون هناك تكامل بينها.

وأكمل: 'فعلى المدى القصير، يجب أن يكون هناك نظام إنذار مبكر للمزارعين لا يجوز أن يُفاجأ المزارع بموجة حر أو برد، أو أمطار غزيرة وهو قد قام بالري لتوه، فيخسر محصوله لا بد من إصدار بيانات يومية تحتوي على توصيات خاصة بكل المحاصيل، وهو ما نقوم به بالفعل من خلال مركز معلومات تغير المناخ ووزارة الزراعة، حيث يتم إصدار تقارير يومية تصل لقطاع واسع من المزارعين'.

وأوضح: 'أما على المدى المتوسط، فالأمر أكثر أهمية، إذ لا بد من تغيير خريطة المحاصيل والأصناف بما يتوافق مع شكل المناخ الجديد نحن بحاجة إلى أصناف قصيرة العمر تناسب الدورة الزراعية الحالية على سبيل المثال، القمح يجب ألا يزيد عمره على 140 يومًا، وقد استُنبطت بالفعل أصناف جديدة خلال السنوات الأخيرة تحقق هذا الهدف'.

وواصل: 'كذلك الأمر بالنسبة للأرز الذي كان يحتاج إلى 160 يومًا فأصبح يُزرع في 120 أو 125 يومًا، والذرة التي كانت تحتاج 130 يومًا أصبحت الآن أقل من 100 يوم، إضافة إلى استنباط أصناف جديدة من الخضر وغيرها استنباط هذه الأصناف هو الحل الوحيد والبديل الحتمي للتكيف مع التغير المناخي، لأنه الطريق الوحيد للحفاظ على الإنتاجية'.

واختتم: 'الصنف الزراعي وحده يحتاج ست أو سبع سنوات من البحث والاستنباط، ولهذا فإن العمل في هذا الاتجاه هو الضمان الحقيقي لمستقبل الأمن الغذائي'.