الأحزاب تحصد ثمار التنظيم في انتخابات مجلس النواب 2025

لم تكن انتخابات مجلس النواب 2025 في محافظة القاهرة مجرد سباق بين أفراد، بل كانت معركة تنظيمية نجحت فيها الكيانات الحزبية الكبرى في فرض إيقاعها على أغلب الدوائر. يكشف الحصر العددي لانتخابات القاهرة 2025 عن تحول ملحوظ نحو الهيمنة الحزبية، خاصة في دوائر الحسم المبكر والمنافسة الشرسة.

الهيمنة المطلقة: 'مستقبل وطن' يقود نتائج انتخابات برلمان 2025 محافظة القاهرة

يُظهر تحليل نتائج انتخابات مجلس النواب 2025 أن حزب 'مستقبل وطن' استغل ثقله التنظيمي وقاعدته الجماهيرية ليحقق فوزًا مبكرًا في عدة دوائر، مما يضمن له تشكيل كتلة برلمانية قوية.

وفي دائرة روض الفرج وشبرا، يعد فوز مرشح 'مستقبل وطن' محمد راضي عبد الرحمن بـ 18،758 صوتًا بمثابة نموذج للسيطرة الحزبية، حيث حسم المقعد الفردي مباشرة بفارق ضخم عن أقرب المنافسين. هذا الاكتساح يدل على فعالية الماكينة الانتخابية للحزب.

والمشهد لم يختلف كثيرا في دائرة مدينة نصر ومصر الجديدة، في هذه الدائرة ذات المقاعد الثلاثة، كان 'مستقبل وطن' حاضرًا بقوة من خلال أحمد إبراهيم البنا (16،079 صوتًا)، ضمن الثلاث المتصدرين.

و رغم عدم الحسم المباشر بدائرة المطرية، لا يزال مرشح 'مستقبل وطن' وائل الطحان حاضرًا في صدارة المنافسة بـ 7،854 صوتًا، مما يؤهله لجولة الإعادة على أحد المقعدين، مؤكدًا استراتيجية الانتشار الحزبي الواسع.

ظهور قوة 'الجبهة الوطنية' و'حماة الوطن' في مناطق التنافس

في الدوائر التي شهدت تنافسًا أشد، برزت أحزاب أخرى قادرة على المنافسة على المراكز المتقدمة، مما يشير إلى تنوع في الخريطة الحزبية:

مدينة نصر ومصر الجديدة: دخل مرشحان من أحزاب أخرى بقوة لحسم المقاعد الثلاثة، وهما أحمد فتحي عن 'الجبهة الوطنية' (15،009 أصوات) ويوسف حسن رشدان عن 'حماة الوطن' (14،979 صوتًا). هذا التقارب الثلاثي يؤكد أن الحصر العددي في هذه الدائرة كاد أن يحسم بالكامل لصالح تحالفات حزبية.

وفي دائرة المطرية تواجد علي الدمرداش عن 'الجبهة الوطنية' في صدارة جولة الإعادة بـ 10،976 صوتًا يؤكد أن هذا الحزب يمتلك القدرة على التواجد القوي في دوائر الكثافة السكانية.

المرشحون المستقلون: تحدي القاعدة الحزبية

في المقابل، أظهرت بعض الدوائر تمسك الناخبين بالمرشح المستقل أو الشخصيات ذات الثقل الشعبي الخاص، مما شكل تحديًا للسيطرة الحزبية:

في دائرة قصر النيل والشرابية، على الرغم من أن المتصدرين فيهما هم شخصيات برلمانية ذات خبرة (أمين مسعود وطاهر حسين)، إلا أن فوزهم يعود لثقلهم الشخصي قبل انتماءاتهم الحزبية.

وهو ما تكرر في دائرة مصر القديمة، ويُعد تصدر المرشح المستقل طاهر الخولي بـ 5،448 صوتًا مثالًا واضحًا على أن بعض الدوائر تظل وفية لمرشحيها المستقلين، مما يعكس غياب التوجيه الحزبي الكثيف فيها.

تأثير الأحزاب على جولات الإعادة

يُشير تحليل الحصر العددي لجولات الإعادة المحتملة (مثل البساتين ودار السلام والتجمع الخامس والمطرية) إلى أن الأحزاب ستلعب دورًا حاسمًا في دعم مرشحيها أو توجيه أصوات القوائم الداعمة لمرشحيها الفرديين في الجولة الثانية. ففي البساتين ودار السلام، يُتوقع أن يكون الصراع بين مرشحين مدعومين بقوى تنظيمية قادرة على الحشد.