أكد الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن جماعة الحوثي في اليمن تركز حاليًا جهودها على استهداف الاحتلال الإسرائيلي، مما يعكس تحولًا كبيرًا في المعركة الإقليمية، مع بقاء الجماعة لاعبًا أساسيًا يصعب تجاوزه.

وأوضح الرقب أن جماعة الحوثيين أصبحت في طليعة المواجهة ضد إسرائيل، بعد تراجع دور الأطراف الأخرى في ما كان يُعرف بمحور المقاومة، مثل حزب الله وإيران، اللذين شهد نشاطهما تراجعًا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة.

وقال الرقب في تصريحات خاصة لـ'الدستور'، إن الحوثيين، رغم ضعف تأثير صواريخهم على إسرائيل، نجحوا في إحداث حالة من الرعب داخل دولة نووية، مشيرًا إلى أن إطلاق صواريخ يوميًا على الأراضي الإسرائيلية يؤكد تصميمهم على إبقاء المواجهة مفتوحة.

وأضاف الرقب أن إسرائيل، التي تشن هجمات متكررة على مواقع حيوية في اليمن، مثل محطات توليد الطاقة والموانئ، تفشل في تحقيق نتائج حاسمة بسبب الطبيعة الجغرافية لليمن، حيث يتمركز الحوثيون في الجبال والكهوف، بعيدًا عن الاستهداف المباشر، هذا الواقع يجعل من الصعب على إسرائيل تحقيق أهدافها العسكرية، مما يزيد من تعقيد المشهد.

وأشار الرقب إلى أن الحوثيين أظهروا موقفًا واضحًا في مواصلة هجماتهم ما لم تتوقف الحرب على غزة، وهو ما يضع إسرائيل تحت ضغط إضافي في ظل استنزاف مواردها وتعقيد حساباتها الأمنية.

وعلى صعيد إقليمي أوسع، أوضح الرقب أن ضعف ما كان يُعرف بمحور المقاومة هو 'مؤقت'، متوقعًا أن يعود حزب الله إلى الواجهة بعد انتهاء فترة الستين يومًا المحددة لوقف الحرب. واعتبر أن المواجهة مع إسرائيل لن تتوقف عند هذا الحد، بل ستشهد تصعيدًا جديدًا خلال الفترة المقبلة.