أكد السفير الفرنسي لدى البلاد أوليفيه غوفان أهمية التعاون بين فرنسا والكويت في مجال الذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية، مشيراً إلى أن هذا المجال يشهد تطوراً متسارعاً ويتيح فرصاً واسعة للشراكة بين البلدين.

جاء ذلك خلال الحلقة النقاشية التي نظمتها السفارة الفرنسية لدى البلاد، بالتعاون مع معهد دسمان للسكري، التابع لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي، بمناسبة اليوم العالمي للسكري بعنوان «الذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية: رعاية أكثر ذكاءً»، تناولت أثر الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي وذلك بحضور رئيس قسم الجراحة في مستشفى جابر د.سليمان المزيدي، ود.آمنة خميس، الأستاذة في المعهد الأوروبي للجينوم لمرض السكري (EGID) جامعة ليل.

وقال غوفان إن «الذكاء الاصطناعي أصبح يؤثر بشكل كبير في قطاع الصحة، ويفتح الباب أمام فرص جديدة للتعاون بين فرنسا والكويت»، مشيرا إلى أن بلاده تمتلك منظومة حيوية ومتقدمة في مجال الصحة والذكاء الاصطناعي، تشمل المستشفيات والجامعات والشركات الناشئة والبيوتكنولوجية، وجميعها تعمل على ابتكار حلول جديدة في هذا القطاع، مبينا أن الكويت بدورها تضم خبراء وباحثين وعلماء متميزين، ما يؤكد «وجود مساحة حقيقية وفرص واضحة لتعزيز التعاون الثنائي في هذا المجال».

وأصاف غوفان أن «الشراكة بين فرنسا والكويت تتميّز في مجال الصحة، والتي تتجلى بشكل خاص في استقبال العديد من المرضى الكويتيين في فرنسا، والذين يثقون بمؤسساتها الطبية مثل معاهد غوستاف روسي للأورام، وفوش، وكوري، ومونسوري، ومستشفى مؤسسة روتشيلد، ومجموعة ألمافيفا، التي جرى توقيع 5 مذكرات تفاهم معها في باريس هذا الصيف، على هامش زيارة سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد».

وقال إن معهد دسمان للسكري، مركزٌ رائدٌ في أبحاث السكري في الكويت، وشريك مهم في التعاون الصحي بين بلدينا، شاكرا د.فيصل الرفاعي على ثقته وجهوده الشخصية في دعم الشراكة الفرنسية - الكويتية في مجال الصحة.

وأشاد غوفان بالمجتمع الطبي والعلمي الكويتي المتميز في دعم الابتكار الطبي، مشيرا إلى عملية استئصال البروستاتا الجذري التي أُجريت عن بُعد باستخدام روبوت MEDBOT على يد د.سعد الدوسري من ستراسبورغ، والتي قُدّمت كمثال عالمي في مؤتمر الجمعية الدولية للجراحة الروبوتية 2025. كما نوه بالعملية الجراحية عن بُعد التي أجراها د.سليمان المزيدي على مريض في البرازيل، ودخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية، مؤكداً أنّ هذه الإنجازات تمثل تقدماً كبيراً في الطب المتصل عالميًا.

بدوره، أكد المدير العام لمعهد دسمان بالتكليف د.فيصل الرفاعي، التزام المعهد تطوير الرعاية الصحية من خلال الابتكار والشراكة الدولية، مسلطا الضوء على الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي في إحداث نقلة نوعية في أبحاث السكري، ورعاية المرضى، والتوعية بالصحة العامة.

وأضاف الرفاعي: نكرس جهودنا لربط أحدث الأبحاث بالاحتياجات الطبية الواقعية، وشراكتنا مع رواد عالميين كفرنسا تفتح آفاقًا جديدة للتعاون المتعدد التخصصات، مما يضمن بقاء الكويت في طليعة الابتكار في مجال الرعاية الصحية، مشددا على أن دمج الذكاء الاصطناعي في الممارسة الطبية فرصة قيّمة لتحسين حياة المرضى، وخاصةً مرضى السكري.

بدوره، أشاد رئيس العلاقات الدولية لمستشفى «غوستاف روسي» الفرنسي لعلاج أمراض السرطان ريمي ثيوليت، بالبنية الصحية في الكويت، مؤكداً أن المستوى الطبي متقدم، وأن الأطباء يتمتعون بتدريب عال وخبرة متميزة في مجال الأورام.

وقال إن مستقبل التعاون بين الجانبين «مشجع جداً» وإن الكويت «تملك مقومات ممتازة لتحقيق قفزة في جودة الرعاية الصحية خلال السنوات المقبلة».