اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٣٠ كانون الأول ٢٠٢٥
أكد الكاتب الصحفي أحمد التايب، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى عمدًا إلى إطالة أمد الصراع في المنطقة، ليس فقط لأسباب عسكرية، بل لخدمة أهداف استراتيجية عميقة، إضافة إلى اعتبارات سياسية داخلية مرتبطة بالانتخابات، موضحًا أن إسرائيل تنظر إلى حرب غزة باعتبارها فرصة لإعادة تشكيل موازين القوى، وفرض واقع جديد يتجاوز حدود الأراضي الفلسطينية المحتلة ليشمل الإقليم بأكمله.
زيارة فلوريدا.. تفاهمات أخطر
وأشار أحمد التايب، خلال حديثه على الهواء عبر قناة النيل للأخبار، إلى أن ملامح هذا التوجه ظهرت بوضوح خلال اللقاء الذي جمع نتنياهو بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ولاية فلوريدا، والذي اتسم بتفاهم واسع حول ملفات حساسة، على رأسها إيران وسوريا وجنوب لبنان، إضافة إلى تفاصيل المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وأن هذا اللقاء يعكس رغبة مشتركة في دعم إسرائيل سياسيًا وعسكريًا، مع الاتفاق على أدوات الضغط ومسارات التصعيد المحتملة.
وأوضح الكاتب الصحفي، أن المؤتمر الصحفي المشترك كشف عن انسجام كبير في المواقف بين ترامب ونتنياهو، حيث تبادل الطرفان عبارات الشكر والإشادة، منوهًا إلى أن ترامب عاد مجددًا للتلويح بخيارات متشددة ضد المقاومة، مع التأكيد على نزع السلاح باعتباره شرطًا أساسيًا لأي ترتيبات مقبلة، إلى جانب الحديث عن قوة دولية للاستقرار.
غموض المرحلة الثانية
وبيّن أحمد التايب، أن المشهد لا يزال يكتنفه قدر كبير من الغموض، خصوصًا ما يتعلق بتفاصيل المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، وطبيعة القوة الدولية التي يجري الحديث عنها، وآليات نزع السلاح، فضًلا عن أن نتنياهو يستثمر هذا الغموض لكسب الوقت، وإدارة الصراع بما يخدم أهدافه السياسية، مع محاولة تحميل الأطراف الأخرى مسؤولية التعطيل.
وشدد الكاتب الصحفي، على خطورة ما وصفه بـسياسة الخداع الاستراتيجي التي ينتهجها ترامب، إذ يقدم خطابًا يدعو إلى الاستقرار والتقدم في تنفيذ الاتفاقات، بينما يدعم إسرائيل عمليًا على الأرض، ويدفع باتجاه فرض شروطها في الملفات كافة، لافتًا إلى أن هذا النهج يعمّق حالة التوتر، ويطيل أمد الصراع بدل الدفع نحو حلول عادلة ومتوازنة.
تأثيرات واسعة ومستقبل المنطقة
واختتم الكاتب أحمد التايب، بالتأكيد على أن استمرار سياسة كسب الوقت وإدارة الأزمات بدل حلها، سيؤدي إلى مزيد من التعقيد في المشهد الإقليمي، خاصة في ظل التداخل بين الملفات الفلسطينية والإيرانية واللبنانية والسورية، داعيًا إلى ضرورة قراءة ما يجري بواقعية، مع إدراك أن ما يحدث ليس مجرد تطورات ظرفية، بل إعادة رسم لخريطة النفوذ في المنطقة.


































