كشفت السلطات المغربية يوم الخميس، تفاصيل دقيقة حول مختلف الآليات والمواد والمساحيق التي تم ضبطها في حوزة الأفراد المشكلين لخلية “'لأشقاء الثلاثة' بمدينة حد السوالم.

وفي ندوة صحافية عقدت برحاب مقر المكتب المركزي للأبحاث القضائية بمدينة سلا، استعرض رئيس القسم التقني وتدبير المخاطر بمديرية الشرطة القضائية المغربية عبد الرحمان اليوسفي العلوي، تفاصيل عن المضبوطات في حوزة الأفراد المشكلين لخلية 'الأشقاء الثلاثة' بحد السوالم، حيث أكد اليوسفي العلوي أن نتائج الخبرة العلمية التي أنجزها المختبر الوطني للشرطة العلمية التابع لمديرية الشرطة القضائية تشير إلى أن هذه المحجوزات المختلفة في الشكل والنوع بإمكانها تمكين عناصر الخلية الإرهابية من صناعة متفجرات خطيرة.

وأضاف أن عملية الاقتحام كانت قد أسفرت عن حجز مجموعة من المواد المشبوهة بمنزل 'الأشقاء الثلاثة'، القسم الأول منها يخص مواد كيميائية، وهي عبارة عن مساحيق وسوائل مختلفة في اللون والشكل، أما القسم الثاني فيها عبارة عن مسامير وبعضا من الأسلاك المستخدمة في عمليات التلحيم، في حين أن القسم الثالث يخص معدات وأدوات توظف عادة داخل المختبرات.

وتمت الإشارة إلى أن من بين هذه المواد التي شملها التحقيق: 'نترات الأمونيوم، بيكاربونات الصوديوم، حمض الهيدروكلوريك، الكبريت، الكبريت المجهري الصافي بنسبة 99 %، ماء الأوكسجين، مادة الوايت سبيريت، إلى جانب فحم الخشب ومسحوق الفحم ومسحوق السكر ومسحوق آخر يمكنه الاشتغال بأقل شرارة'.

وبين رئيس القسم التقني وتدبير المخاطر بمديرية الشرطة القضائية أنه 'تم اكتشاف مبيد للفئران 'Raticide'، وأنبوب 'PVC'، ألصقة سوداء، وسلك القصدير 'Fil d’étain'، وجهاز 'مولتيميتر'، إلى جانب مواد أخرى'، حيث كشفت نتائج الخبرة أنه 'يمكن من خلال هذه العناصر الحصول على مجموعة من المحاليل المتفجرة المختلفة من ناحية القوة الانفجارية، بالنظر لحساسيتها'.

وذكر عبد الرحمان اليوسفي العلوي أن هذه المواد الكيميائية المحجوزة عادة ما تستخدم في صناعة العبوات المتفجرة التقليدية، التي تكون في بعض الأحيان أكثر ضررا وقوة من المتفجرات الأخرى، وبالتالي ضمان ما كان يسعى إليه هؤلاء الموقوفون اليوم ضمن هذه الخلية، لافتا إلى أن 'هذه المواد في الأساس معدة للاستعمال المدني والفلاحي أو الصناعي أو الأغراض الطبية'.

وأوضح اليوسفي العلوي قائلا: 'لكن مع الأسف يتم تغيير منحى استغلال هذه المواد لأهداف إرهابية وإجرامية تخريبية كما هو الحال بالنسبة لهذه القضية التي تم إجهاضها بفضل يقظة المصالح الاستخباراتية التابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني'.

وأضاف المسؤول المغربي: 'تبين من خلال الخبرة التقنية التي تم القيام بها على المحجوزات أنها تدخل في تهيئة العبوات المتفجرة، خصوصا أنبوب 'PVC' الذي يستعمل كوعاء للمواد المتفجرة، ثم البطاريات والأسلاك الكهربائية المستعملة عادة في تركيب الدارة الكهربائية، والأشرطة اللاصقة المعدّة بهدف تثبيت وربط مكونات العبوات المتفجرة، علاوة عن المسامير الحديدية التي يتم وضعها داخل العبوات المتفجرة التقليدية حتى تكون أكثر فتكا والتي تخلق أكبر عدد من الضحايا سواء قتلى أو جرحى'.

وقال إن 'سم الفئران تتم إضافته عادة إلى العبوات المتفجرة حتى تكون أكثر فتكا بالنسبة للضحايا، خصوصا الجرحى منهم'، وبخصوص المجموعة الأخيرة من هذه المواد التي تم اكتشافها في حوزة أفراد الخلية المفككة، اتضح أنه 'تم اقتناؤها من أجل تهيئة العبوات المتفجرة، وذلك عبر الاعتماد على المواد الكيمائية السالفة الذكر، ويتعلق الأمر بآلة للقياس المتعدد مستعملة لقياس كثافة وقوة التيار، ثم آلة خاصة بالتلحيم لتثبيت عناصر الدارة الكهربائية وربطها بالعبوات المتفجرة، ثم ميزان الكتروني لوزن المواد الكيميائية عند إعداد الخليط المتفجر'.

ولفت المصدر نفسه إلى أنه على ضوء نتائج الخبرة العلمية والتقنية التي تم القيام بها، يتضح أن 'خطورة وجاهزية هذه الخلية تتمثل في كون المواد التي خضعت للخبرة هي أساسية في تهيئة عدد من المتفجرات المختلفة من حيث مكوناتها الكيميائية ومن ناحية حساسيتها وخطورتها وكذلك قوتها الانفجارية'.

وصرح بأن 'العنصر الآخر يتعلق بتوفر كل المواد والمعدات الضرورية الخاصة بمباشرة التهيئة والتنفيذ الوشيك لهذا المخطط الإرهابي'.

هذا وأفادت وكالة الأنباء المغربية بأن المكتب المركزي للأبحاث القضائية تمكن في الساعات الأولى من صباح يوم الأحد الماضي، على ضوء معلومات استخباراتية دقيقة، من إجهاض مخطط إرهابي وشيك.

المصدر: 'هسبريس'