اتحاد الكرة يُربك المشهد.. هل تتجه أندية السوبر نحو الانسحاب الجماعي؟

متابعات- نبض السودان

أربك الاتحاد السوداني لكرة القدم حسابات أندية دوري السوبر السوداني، بعد أن فشل في حسم ملف البطولة رغم اقتراب موعد انطلاقتها المعلن سابقًا، والذي حدده في أحد الأيام: 10 أو 11 أو 12 من يونيو الجاري، دون الإعلان عن المكان الذي ستستضيف فيه البطولة، ما فاقم من حالة التوتر داخل الأندية المتأهبة للمشاركة.

غموض في تنظيم البطولة وتأجيل مستمر

الاتحاد، الذي يتهيأ حاليًا لخوض انتخابات داخلية مطلع يوليو المقبل، تسبب في حالة ارتباك حادة وسط ثمانية أندية مشاركة، نتيجة التأجيلات المتكررة والغموض الذي يكتنف مكان إقامة البطولة. فقد تم تأجيل الموعد الأصلي المقرر في 31 مايو الماضي، إلى أحد الأيام الثلاثة في يونيو، دون أي قرار رسمي بشأن الاستضافة، ما أثار موجة من التساؤلات والامتعاض داخل الوسط الرياضي.

المريخ يصعّد.. ويصف الاتحاد بعدم الاحترام

نادي المريخ لم يقف مكتوف الأيدي، بل شن هجومًا عنيفًا على اتحاد الكرة المحلي بسبب تأجيل البطولة والغموض الذي يحيط بالتنظيم، إضافة لعدم تسليم الأندية للوائح المنظمة للبطولة حتى اللحظة. وأشار النادي إلى أن هذه التصرفات تسببت في خلط أوراقه بالكامل، خاصة مع اقتراب بعثة الفريق من مغادرة موريتانيا وعدم وضوح وجهتها التالية، سواء بالعودة إلى السودان أو التوجه إلى القاهرة لإقامة معسكر تجريبي.

وأعرب النادي عن غضبه الشديد، معتبرًا أن اتحاد الكرة لا يحترم الأندية أو يراعي استعداداتها، محذرًا من تداعيات هذا التخبط الإداري على مستقبل المنافسة.

الهلال يطالب بإقامة البطولة خارج السودان

في المقابل، اختار نادي الهلال نهجًا أكثر هدوءًا، معلنًا رغبته في إقامة بطولة دوري السوبر خارج البلاد، على خلفية التحديات الأمنية، وتمسك المدرب وعدد من المحترفين الأجانب بعدم العودة للسودان في الظروف الحالية. وأوضح النادي أن لاعبيه حصلوا على راحة سلبية بعد مجهود شاق في الدوري الموريتاني، الذي خاضوا خلاله عشر مباريات خلال 29 يومًا فقط، ما يستدعي تنظيمًا احترافيًا للبطولة القادمة يضمن استقرار التحضيرات.

الأهلي مدني يبدأ الاستعداد مبكرًا ويصطدم بالفوضى

نادي الأهلي مدني كان الوحيد بين أندية الممتاز الذي أطلق صافرة التحضيرات مبكرًا، حيث باشر معسكره وبدأ الإعداد بشكل فعلي للبطولة. لكن سلسلة التأجيلات المفاجئة أربكت خططه واستنزفت موارده المالية، خاصة أن راعي النادي، حازم مصطفى –رئيس نادي المريخ السابق– دعم الفريق بتعاقدات مع محترفين أجانب وإعداد معسكر تجريبي مكلف.

في المقابل، لم تبدأ خمسة أندية أخرى تحضيراتها حتى اللحظة، بسبب أزمات مالية، ولعدم وضوح الرؤية من قبل اتحاد الكرة بشأن موعد ومكان انطلاق البطولة، ما جعل هذه الأندية في حالة ترقب لما ستؤول إليه الأمور، خاصة وأن مصير مشاركتها في بطولات “كاف” للموسم المقبل مرتبط بهذه البطولة.

أندية في حالة ترقّب.. ومصير البطولة غامض

في ظل عدم الاستقرار الإداري الذي يشهده اتحاد الكرة، والانشغال بالانتخابات المقبلة، تبقى بطولة دوري السوبر السوداني مهددة بعدم الإقامة في موعدها أو بشكلها المعلن. وهذا ما قد يؤدي إلى نتائج وخيمة على مستوى مشاركة الأندية السودانية في المحافل القارية، ويزيد من عمق الأزمة الرياضية التي تعيشها البلاد في ظل التحديات السياسية والأمنية الراهنة.

سوابق مشابهة.. والنسخة السابقة أُقيمت في تنزانيا

تجدر الإشارة إلى أن اتحاد الكرة كان قد استأنف منافسات الدوري الممتاز في يناير الماضي بعد توقف استمر 22 شهرًا بسبب الأوضاع الأمنية، بينما أقيمت النسخة السابقة من دوري السوبر في تنزانيا، بمشاركة أندية الهلال، المريخ، وحي الوادي نيالا فقط.

أندية تنتظر الحسم النهائي

الشارع الرياضي السوداني يترقّب القرار المرتقب من الاتحاد بشأن مصير بطولة دوري السوبر، وسط مطالبات بحسم الملف بصورة عاجلة وتوضيح اللوائح والمكان والمواعيد النهائية، بما يضمن سير البطولة دون مزيد من التأجيلات أو الإخلال بالمنافسة.