اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٦ تموز ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
شهدت محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تطورًا غير مسبوق، اليوم الأربعاء، بعدما تدخلت الولايات المتحدة بشكل لافت خلال الجلسة المنعقدة في محكمة الدرجة الثانية بمدينة تل أبيب، وذلك ضمن القضية المعروفة إعلاميًا باسم 'قضية ميلتشن'، والتي تمثل أحد أخطر ملفات الفساد التي تلاحق نتنياهو منذ توليه المنصب.
جلسة مرتبكة بسبب 'تحديث أمني عاجل'
بدأت الجلسة صباح الأربعاء وسط تغطية إعلامية مكثفة، لكن لم تمر أكثر من نصف ساعة حتى قام السكرتير العسكري لرئيس الوزراء، رومان جوفمان، بتسليم نتنياهو 'تحديثًا أمنيًا عاجلًا'، مما أدى إلى توقيف الجلسة مؤقتًا وتحويلها لاحقًا إلى جلسة مغلقة، نظرًا لحساسية المعلومات الأمنية المرتبطة بالملف.
السفير الأميركي يحضر الجلسة: سابقة دبلوماسية
في خطوة دبلوماسية وصفت بأنها 'غير معهودة' و'غير مسبوقة'، حضر السفير الأميركي في إسرائيل، مايك هاكابي، إلى قاعة المحكمة بشكل مفاجئ، ليُظهر دعمًا علنيًا وصريحًا لنتنياهو أثناء استجوابه، في واقعة أثارت جدلًا واسعًا داخل إسرائيل وخارجها.
وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، فإن هذه المرة تُعتبر الأولى التي يحضر فيها سفير أميركي محاكمة لرئيس وزراء إسرائيلي دعما له خلال جلسة قضائية حساسة.
تصريحات السفير: المحاكمة تشتت القيادة
أدلى السفير الأميركي بتصريحات مثيرة عقب حضوره، قال فيها:
'مثلما غرد الرئيس ترامب، في وقت توجد فيه حرب ورهائن، هذه المحاكمة تشتت انتباه رئيس الوزراء. ترامب يفهم ذلك لأنه مر بنفس الظروف. نتنياهو يتعرض لضغط غير مسبوق، وهذا الوضع لا يمكن لأي زعيم أن يتحمله'.
وأشار السفير إلى أن استمرار المحاكمة في مثل هذه الظروف يُضعف القيادة المنتخبة، واعتبر أن الأمر يشتت نتنياهو عن مسؤولياته الأمنية والسياسية، وهو نفس الرأي الذي أبداه دونالد ترامب سابقًا عبر منصات التواصل.
القضية 1000: اتهامات بهدايا فاخرة مقابل تسهيلات
تُعرف هذه القضية باسم 'القضية 1000″، أو 'قضية ميلتشن'، وتتمحور حول اتهامات وجهتها النيابة العامة الإسرائيلية إلى نتنياهو بتلقي هدايا باهظة الثمن من الملياردير والمنتج السينمائي الأميركي الإسرائيلي أرون ميلتشن، وكذلك من رجل الأعمال جيمس باكر.
الهدايا شملت سيجارًا فاخرًا وزجاجات شمبانيا ومجوهرات فاخرة لزوجته سارة نتنياهو، وقدرت قيمتها بأكثر من 200 ألف دولار، في مقابل خدمات سياسية ومصالح مباشرة قدمها نتنياهو، مثل المساعدة في تمديد تأشيرة ميلتشن الأميركية، ومحاولة تمرير قانون ضريبي يخدم مصالحه داخل إسرائيل.
نتنياهو يدافع: الهدايا 'من صديق' والتأشيرة 'أمن قومي'
أمام هذه الاتهامات، قدم نتنياهو دفاعًا حادًا خلال الجلسة، مؤكدًا أن الهدايا كانت تعبيرًا عن صداقة شخصية ولم تكن مقابل خدمات، كما أوضح أن تدخله في مسألة التأشيرة الخاصة بميلتشن جاء بدواعٍ أمنية وطنية وليس بدافع شخصي.
هذا الدفاع دفع المحكمة إلى تحويل الجلسة إلى مغلقة حفاظًا على ما وُصف بـ**'أسرار تتعلق بالأمن القومي الإسرائيلي'**.
معارضة داخلية تشتعل من جديد
في المقابل، عبرت أوساط المعارضة الإسرائيلية عن استيائها من محاولة تدويل القضية وتحويلها إلى قضية سياسية خارج السياق القانوني، معتبرين أن حضور السفير الأميركي تدخل سافر في شؤون القضاء الإسرائيلي.
يائير لابيد، زعيم المعارضة، علق بقوله:
'لا يحق لأي طرف خارجي التأثير على سير العدالة في إسرائيل، ومن المقلق أن نرى دبلوماسيين أجانب يجلسون في قاعات محاكمنا أثناء قضايا جنائية'.