اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١ تموز ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
يخيم الإحباط العميق على سكان مدينة الفاشر والمناطق المجاورة، عقب فشل الهدنة الإنسانية التي دعت إليها الأمم المتحدة بهدف إيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل للمدينة المحاصرة منذ أكثر من عام. جاء هذا الفشل بعد رفض قوات الدعم السريع الالتزام بالهدنة، مما ضاعف معاناة الأهالي الذين يواجهون خطر الجوع والمرض وسط حصار خانق تفرضه القوات منذ أكثر من عام على المدينة المنكوبة.
الأمم المتحدة تدعو للهدنة وقوات الدعم السريع ترفض
في يوم الجمعة 27 يونيو 2025، أطلق الأمين العام للأمم المتحدة نداءً لهدنة إنسانية في الفاشر لمدة أسبوع، وذلك لتأمين وصول المساعدات الضرورية للمدنيين المحاصرين. وأعلن رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، استجابته لهذه الدعوة، ما أشاع بعض الأمل في نفوس السكان. غير أن قوات الدعم السريع رفضت هذه الهدنة، ضاربة بعرض الحائط جهود المجتمع الدولي الرامية لإنقاذ أرواح المدنيين.
هجوم جديد بعد رفض الهدنة يزيد معاناة المدنيين
لم يقتصر رفض قوات الدعم السريع للهدنة على تعطيل وصول المساعدات، بل أعقبه هجوم عنيف شنته صباح الإثنين 30 يونيو 2025 من المحور الجنوبي للمدينة، أي بعد أقل من 72 ساعة على إعلان الهدنة. هذا الهجوم زاد من سوء الأوضاع الإنسانية، وعمّق مأساة السكان الذين يكافحون يوميًا للبقاء على قيد الحياة وسط ظروف غاية في القسوة.
نداءات استغاثة من داخل الفاشر
قال محمد خميس دودة، المتحدث باسم معسكر زمزم للنازحين، في تصريحات خاصة لـ'الترا سودان'، إن الوضع في الفاشر وما حولها بات أكثر خطورة عقب رفض قوات الدعم السريع للهدنة. وأضاف أن الأسبوع الذي دعت له الأمم المتحدة غير كافٍ لإيصال المساعدات، سواء عبر الطرق البرية من معبر أدري الحدودي أو حتى عبر الإسقاط الجوي، مشيرًا إلى أن التوزيع في مثل هذه الظروف يحتاج لوقت أطول وآليات أكثر فاعلية.
كارثة إنسانية متفاقمة وغياب الخدمات الأساسية
أوضح دودة أن الأوضاع الإنسانية في المدينة وصلت إلى حد الكارثة، مع ارتفاع أسعار السلع الأساسية وندرة بعضها، فضلًا عن أزمة حادة في توفر النقود 'الكاش'. وأكد أن المراكز الصحية متوقفة بالكامل، والأدوية المنقذة للحياة غير متوفرة، بينما يتواصل القصف المدفعي والجوي من قوات الدعم السريع باستخدام الطائرات المُسيّرة، ما يتسبب يوميًا في سقوط عشرات الشهداء والجرحى، دون وجود جهات قادرة على حصر الأعداد بدقة.
مطالبات المجتمع الدولي بتدخل عاجل
وجّه المتحدث باسم معسكر زمزم نداءً عاجلًا للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للتدخل الفوري لإنقاذ آلاف الأرواح التي تواجه خطر الموت بسبب الجوع والمرض والقصف المستمر. وأشار إلى أن الوضع لم يعد يحتمل التأجيل، داعيًا إلى تحرك دولي جاد قبل فوات الأوان.
تهديد متزايد لحياة الأطفال في الفاشر ومخيم زمزم
وكانت الحكومة السودانية قد استنجدت في أبريل الماضي بالأمم المتحدة من أجل التدخل لإنقاذ المدنيين في الفاشر. كما حذرت منظمة 'يونيسيف' من الخطر المحدق بحياة أكثر من 825 ألف طفل في المدينة ومخيم زمزم نتيجة الحصار والمعارك المستمرة.
أهداف عسكرية وسياسية وراء استمرار الهجمات
تواصل قوات الدعم السريع هجماتها المكثفة على الفاشر، في مسعى للسيطرة على آخر فرقة للجيش السوداني في إقليم دارفور. وتسعى القوات من خلال ذلك إلى تثبيت أركان الحكومة الموازية التي تخطط لإعلانها في المناطق الخاضعة لسيطرتها، ما يهدد بمزيد من التصعيد في الإقليم المضطرب.