اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية صورة مؤثرة توصف بأنها تجسد مأساة مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، حيث تظهر أم سودانية تحتضن طفلها الصغير وسط صحراء قاحلة تتصاعد منها ألسنة اللهب ودخان المعارك، بينما تلوح في الأفق ظلال مسلحين يحملون بنادقهم، في مشهد يختصر حجم الألم والمعاناة التي يعيشها المدنيون في السودان.
صورة مولدة بالذكاء الاصطناعي تعكس واقعًا مأساويًا
الصورة التي تم تداولها على نطاق واسع عبر المنصات الرقمية، تبدو مولدة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، إلا أنها تعبر بصدق عن مشاهد حقيقية تجري في مدينة الفاشر، التي تحاصرها قوات الدعم السريع منذ أسابيع طويلة.
ورغم أن الصورة ليست فوتوغرافية حقيقية، إلا أن رمزية الأم التي تضم طفلها بين ذراعيها وسط أجواء الرعب والنار جعلت منها أيقونة للألم الإنساني الذي يعيشه آلاف المدنيين في شمال دارفور.
الفاشر بين القصف والنزوح وانهيار الخدمات
تشهد مدينة الفاشر منذ أسابيع موجات عنيفة من القصف المتبادل والمعارك الطاحنة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى نزوح آلاف الأسر من منازلهم هربًا من الموت.
وفي ظل تدهور الخدمات الصحية بشكل كامل وانعدام الإمدادات الغذائية والطبية، يعيش المدنيون هناك وضعًا إنسانيًا بالغ الصعوبة وسط انقطاع الاتصالات ونقص المياه وتوقف المرافق العامة عن العمل.
الأم وطفلها.. رمز جديد لمعاناة المدنيين
تحولت الصورة المؤثرة للأم وطفلها إلى رمز لمعاناة المدنيين العالقين بين نيران الحرب، بعدما عجزت المنظمات الإنسانية عن الوصول إلى المدينة لإجلاء السكان أو تقديم المساعدات العاجلة.
وباتت مشاهد الرعب اليومية في الفاشر تمثل واقعًا مأساويًا متكررًا، حيث يتوارى الأطفال والأمهات في أركان المنازل المهدمة بينما تدوي أصوات الرصاص والقذائف دون توقف.
الوضع الإنساني في دارفور يقترب من الانهيار الكامل
وأكدت منظمات إغاثة محلية ودولية أن الوضع الإنساني في دارفور بات كارثيًا بكل المقاييس، إذ فقدت السيطرة على المستشفيات والمراكز الصحية، وتزايدت عمليات النهب والاعتداء على المدنيين في ظل غياب تام للأمن.
وتحدثت تقارير عديدة عن جرائم ممنهجة بحق السكان، شملت القتل والاعتقال والتهجير القسري، إضافة إلى نهب الممتلكات العامة والخاصة في المدينة التي كانت تُعرف قديمًا بـ“فاشر السلطان”.
مقارنة مؤلمة بين مشهد الفاشر ومأساة فلسطين
وربط عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي المشهد السوداني بما حدث سابقًا في فلسطين، حينما هزّت صورة الطفل محمد الدرة العالم وهو يحتضن والده بين أنقاض منزله المدمر أثناء القصف الإسرائيلي.
ويرى الناشطون أن مشهد الأم السودانية في الفاشر يعيد ذات الألم الإنساني بصورته الجديدة، حيث تتكرر المأساة ذاتها في أماكن مختلفة من العالم العربي، لكن الضحية واحدة: المدني البريء الذي يجد نفسه في مواجهة الموت بلا حماية ولا ملاذ.
معاناة تتكرر والأسماء فقط تتبدل
في كل مرة، كما يقول رواد التواصل، تتغير الأسماء والمناطق، لكن المشهد يبقى هو نفسه: أم تضم طفلها في محاولة لحمايته من رصاص الحرب الذي لا يفرق بين صغير وكبير.
وفي الفاشر، المدينة التي كانت رمزًا للتاريخ والتراث، تعيد الحرب رسم ملامح الوجع، لتتحول صورة واحدة إلى شهادة مرئية على مأساة لا تزال فصولها تتوالى يوماً بعد يوم.







 
  
  
  
  
  
  
  
  
  
 
























 
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
 