اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٣١ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
حذر عدد من أطباء التغذية والجهاز الهضمي من أن طريقة تناول وجبة الفطور قد تكون أكثر أهمية من مكوناتها، مشيرين إلى أن بعض الممارسات الصباحية الخاطئة يمكن أن تدمّر صحة الأمعاء وتسبب اضطرابات هضمية مزمنة حتى لو كان الطعام في ظاهره صحيا.
الفطور… بداية اليوم وصحة الجهاز الهضمي
وأوضح الدكتور سوراب سيثي، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي الحاصل على تدريب من جامعة هارفارد والمقيم في كاليفورنيا، أن وجبة الفطور تمثل المفتاح الرئيسي لتهيئة الجهاز الهضمي لبقية اليوم، إذ تحفّز إفراز الإنزيمات الهضمية وتنظم حركة الأمعاء.
وشدد على أن إهمال الفطور أو تناوله بطريقة غير صحيّة يحوّله من وجبة مفيدة إلى عبء على الأمعاء، مؤكدا أن تصحيح بعض الأخطاء البسيطة يمكن أن يحسّن المزاج والطاقة والهضم بشكل واضح خلال اليوم.
الخطأ الأول: تخطي أو تأخير وجبة الفطور
يقول الدكتور سيثي إن تأخير تناول الطعام لفترة طويلة بعد الاستيقاظ يؤدي إلى تراكم الأحماض في المعدة وتباطؤ حركة الأمعاء، ما يسبب التهابات واضطرابات مزعجة مثل الغثيان والانتفاخ.
وأشار إلى أن الوقت الأمثل لتناول الفطور هو خلال الساعة الأولى بعد الاستيقاظ، ما لم يكن الشخص صائما لأسباب صحية أو دينية.
وأكدت دراسات أن تخطي الفطور يثير استجابة للتوتر في الدماغ، ما يؤدي إلى رفع مستويات الالتهاب وزيادة الرغبة في تناول أطعمة غير صحية لاحقا، بينما يساعد الفطور المبكر على استقرار سكر الدم وتحسين الأداء العقلي.
الخطأ الثاني: الإفراط في الحبوب السكرية وعصائر الفاكهة
حذر سيثي من الاعتماد على الحبوب الجاهزة والمعلبة في الفطور، مشيرا إلى أن الحصة الواحدة منها تحتوي على 10 إلى 15 غراما من السكر، أي ما يعادل تقريبا قطعة دونات واحدة.
وأوضح أن هذه الكمية تؤدي إلى ارتفاع سريع في سكر الدم والتهاب الأمعاء، كما ترهق البنكرياس وتزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم.
ونصح باستبدال الحبوب المكررة بخيارات طبيعية مثل الشوفان مع بذور الشيا والتوت، مؤكدا أن هذا المزيج يدعم صحة الجهاز الهضمي ويغذي البكتيريا النافعة في الأمعاء.
كما نبّه إلى أن عصائر الفاكهة ليست خيارا صحيا كما يظن البعض، إذ يحتوي كوب واحد من عصير البرتقال على 20 إلى 24 غراما من السكر، وهي كمية مضاعفة لما في قطعة دونات، مما يخلّ بتوازن الأمعاء ويضعف عملية الهضم على المدى الطويل.
الخطأ الثالث: تناول الفطور أثناء التوتر أو أثناء التنقل
من الأخطاء الشائعة التي وصفها الأطباء بـ'القاتلة لصحة الأمعاء' تناول الفطور أثناء العمل أو في السيارة أو أثناء استخدام الهاتف.
وأوضح سيثي أن الأكل في حالة توتر يمنع إفراز الإنزيمات الهضمية، ما يؤدي إلى الانتفاخ، الغازات، وسوء امتصاص الطعام.
ونصح قائلا: 'اجلس، وامضغ طعامك ببطء، ودع جسمك يركّز على الهضم. الأمعاء تحتاج إلى بيئة هادئة لتعمل بكفاءة'.
وأشارت تقارير صادرة عن مركز هارفارد للصحة العامة إلى أن العلاقة بين الدماغ والجهاز الهضمي وثيقة جدا، حيث يؤدي التوتر النفسي إلى اضطراب الأمعاء، بينما يفاقم اضطراب الأمعاء مشاعر القلق والاكتئاب، ما يدخل الجسم في حلقة مفرغة من الإجهاد والهضم غير السليم.
الخطأ الرابع: تجاهل شرب الماء صباحا
يحذر الأطباء من البدء بالقهوة أو الطعام دون شرب الماء، مؤكدين أن الجسم يفقد خلال النوم من كوبين إلى أربعة أكواب من الماء عبر التنفس والتعرق، مما يجعل الترطيب الصباحي ضرورة حيوية.
ويقول سيثي: 'ابدأ يومك بكوب ماء قبل أي شيء آخر. فالأمعاء تحتاج الماء لتعمل بشكل صحيح'.
وتوصي جامعة هارفارد بشرب 15 كوبا من الماء يوميا للرجال و11 كوبا للنساء، للحفاظ على توازن السوائل وتعزيز وظائف الجهاز الهضمي.
في المقابل، أوضحت خبيرة التغذية أريان لانغ من موقع 'هيلث لاين' أن شرب الماء على معدة فارغة لا يمنح فوائد سحرية كما يُشاع، لكنها أكدت أن الاستمرار في الترطيب المنتظم طوال اليوم هو العامل الأهم لصحة الأمعاء ووظائفها الحيوية.
الأمعاء السليمة تبدأ من فطور متوازن
خلص الدكتور سيثي إلى أن الاهتمام بكيفية تناول الفطور لا يقل أهمية عن مكوناته، مشيرا إلى أن الأمعاء السليمة تتطلب روتينا صباحيا هادئا ومتوازنا يعتمد على الترطيب الجيد، وتناول وجبة متكاملة في وقت مبكر، بعيدًا عن التوتر والسكريات.
وأكد أن الوعي بالعادات الغذائية الخاطئة في وجبة الفطور يمكن أن يحدث تحولًا جذريًا في صحة الجهاز الهضمي والمزاج والطاقة اليومية، داعيا إلى إعادة النظر في 'أول وجبة من اليوم' باعتبارها حجر الأساس لصحة الجسم والعقل.







 
  
  
  
  
  
  
  
  
  
 
























 
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
 