اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٤ تموز ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
فاجأت منظومة الصناعات الدفاعية السودانية الأوساط العسكرية والإعلامية بالكشف عن طائرة مسيرة انتحارية جديدة أطلق عليها اسم 'السفروك'، خلال مشاركتها في معرض IDEF-2025 الدولي للسلاح بمدينة إسطنبول التركية
الطائرة الجديدة، التي حملت شعار 'صنع في السودان'، تُعد من طراز المسيرات الهجومية ذات القدرة العالية على مقاومة الحرب الإلكترونية، وتصل إلى مدى 600 كيلومتر، وتتميز بدقة إصابة الأهداف وسرعة التنفيذ، وفقًا لما أكدته مصادر عسكرية وخبراء صناعات دفاعية.
الاسم مستوحى من التراث السوداني
اسم 'السفروك' لم يكن اختيارًا عشوائيًا، بل استلهم من أداة تقليدية تراثية شهيرة يحملها رجال شرق وغرب السودان وكردفان والنيل الأزرق، وهي عصا معقوفة تشبه فاكهة الموز تُستخدم للصيد والدفاع عن النفس، ولا تزال حتى الآن رمزًا للرجولة والانتماء الثقافي، وتحضر في المناسبات العامة
يُعتقد أن اختيار هذا الاسم جاء لترسيخ هوية وطنية وروح انتماء تقترن بالسلاح الجديد، الذي يُمثل انعطافة حقيقية في تطوير الصناعات الدفاعية السودانية
طفرة تكنولوجية بأيدٍ سودانية خالصة
بحسب خبراء عسكريين فإن الطائرة 'السفروك' تعتبر من نوع المسيرات الانتحارية، وتم تطويرها بالكامل داخل السودان على أيدي مهندسين وخبراء محليين، في إطار سياسة الاعتماد على الذات التي تتبناها القوات المسلحة، لمواجهة احتياجات الحرب المستمرة مع تقليص الاستيراد من الخارج
ويُنظر إلى هذا الإنجاز باعتباره تحولًا نوعيًا في إمكانيات التصنيع المحلي، في وقت تواجه فيه البلاد تحديات اقتصادية وحصارًا لوجستيًا بسبب الحرب، ويأتي ليُعزز قدرات الجيش السوداني في ظل نقص حاد في الموارد والتمويل
انقسام شعبي حول توقيت الإعلان
أثار الإعلان عن الطائرة تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بين مرحّب يعتبرها خطوة تاريخية يجب دعمها بكل الوسائل، وبين من يرى أن التركيز يجب أن يكون نحو إيقاف الحرب لا تأجيجها
الصناعات الدفاعية في قلب المعركة
ويؤكد محللون أن هذا الكشف لا يحمل فقط دلالة تقنية، بل يمثل رسالة سياسية وعسكرية في وقت تخوض فيه الحكومة حربًا شرسة ضد مليشيات مدعومة من الخارج، ويحاول الجيش السوداني فيها الحفاظ على توازنه وسط حصار إقليمي وتراجع موارد الدولة
المعرض منح السودان منصة لإظهار قدراته التصنيعية، وللتأكيد أن الجيش لا يزال يمتلك أدوات الصمود والاستمرار، وأن التطوير العسكري لم يتوقف رغم التحديات
مستقبل الطائرات بدون طيار في السودان
يرى مراقبون أن السودان أمام فرصة حقيقية لإعادة بناء قطاع الصناعات الحربية، خصوصًا في مجال المسيرات القتالية، التي أثبتت فعاليتها في حروب عديدة مثل أوكرانيا وقطاع غزة وإقليم ناغورنو كاراباخ، وأن دعم هذا القطاع يمكن أن يُشكّل أحد أعمدة الأمن الاستراتيجي للبلاد مستقبلاً
لكن النجاح في ذلك يتطلب وفقًا للخبراء استقرارًا سياسيًا، وتخطيطًا طويل المدى، واستثمارات مستدامة في البحث والتطوير، وتعاونًا مع الدول ذات التجارب الناجحة في هذا المجال