اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٦ أب ٢٠٢٥
دارفور – نبض السودان
كشفت مصادر طبية بمدينة زالنجي بولاية وسط دارفور الاثنين عن تدهور خطير في مستوى الخدمات الصحية بالمستشفى التعليمي، وذلك على خلفية استمرار تعليق أنشطة منظمة أطباء بلا حدود، ما خلق فراغًا كبيرًا في القطاع الصحي الذي كان يعتمد بصورة واسعة على دعم المنظمة.
خلفيات قرار تعليق الأنشطة
وكانت منظمة أطباء بلا حدود قد قررت في 20 أغسطس الجاري تعليق جميع أنشطتها وتقليص عدد فرقها الطبية العاملة بمستشفى زالنجي، وذلك عقب تعرض المرفق الطبي في 16 من الشهر نفسه لهجوم مسلح عنيف أسفر عن مقتل شخص وإصابة خمسة آخرين، من بينهم أحد كوادر وزارة الصحة، ما أدى إلى انسحاب جزئي للمنظمة وتوقف كثير من خدماتها الحيوية.
المتطوعون يواصلون العمل وسط الصعوبات
وقال أحد المتطوعين في المستشفى إن عدداً من المتطوعين ما زالوا يواصلون تقديم خدماتهم رغم الظروف القاسية، إلا أن غياب الدعم اللوجستي والطبي الكبير الذي كانت توفره أطباء بلا حدود جعل المهمة أكثر تعقيدًا وصعوبة في ظل تصاعد الاحتياجات الصحية اليومية، بحسب ”دارفور24”.
تصاعد أزمة الكوليرا
وأشار المتطوع إلى أن تقليص الدعم الطبي فاقم من أزمة الخدمات العلاجية خاصة في ظل تفشي وباء الكوليرا، حيث يتم استقبال أكثر من عشر حالات يوميًا، مع وجود حالات أخرى لا تصل إلى المستشفى بسبب ضعف الإمكانيات وانعدام وسائل النقل، ما دفع العديد من المرضى للتوجه إلى مستشفيات الجنينة بغرب دارفور ونيالا بجنوب دارفور للبحث عن العلاج.
اعتماد السكان على خدمات المنظمة
وأوضح المصدر أن معظم سكان المحليات والقرى المجاورة كانوا يعتمدون على مستشفى زالنجي باعتباره مركزًا رئيسيًا للخدمات الطبية المتقدمة التي كانت تديرها أطباء بلا حدود، وأن توقف هذه الخدمات شكل صدمة كبيرة للمواطنين الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة أزمة صحية متفاقمة دون بدائل حقيقية.
ضغط متزايد على العيادات الخاصة والصيدليات
وأشار إلى أن العيادات الخاصة والصيدليات بالمدينة تشهد إقبالاً غير مسبوق نتيجة غياب الكوادر الطبية بالمستشفى، لاسيما بعد مغادرة بعض الأطباء والممرضين إلى ولايات أخرى بحثًا عن بيئة عمل أكثر استقرارًا وأمانًا، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع تكلفة العلاج وزيادة معاناة المرضى.
الأقسام الأكثر تضررًا
وبيّن أن أكثر الأقسام تضررًا من تعليق أنشطة المنظمة هي أقسام النساء والتوليد، الأطفال، والباطنية، التي كانت تعتمد بشكل مباشر على دعم أطباء بلا حدود، إلى جانب توقف الدعم الكبير الذي كانت تقدمه في مواجهة وباء الكوليرا الذي يواصل الانتشار في عدة محليات.
تحركات لإيجاد حلول عاجلة
من جانبه أفاد مصدر مطلع في الإدارة المدنية التابعة لقوات الدعم السريع بوسط دارفور أن الإدارة عقدت سلسلة اجتماعات مع قيادة الدعم السريع والشرطة الفيدرالية والاستخبارات والشرطة العسكرية بهدف إيجاد حلول عاجلة تضمن عودة منظمة أطباء بلا حدود لمباشرة عملها. وأوضح المصدر أن المنظمة اشترطت توفير ضمانات أمنية عالية المستوى لحماية طواقمها والمرضى قبل استئناف أنشطتها.
مطالب أطباء بلا حدود قبل العودة
وشددت المنظمة على أن استئناف عملها في مستشفى زالنجي مرهون بالحصول على ضمانات أمنية واضحة من جميع الأطراف المعنية، بما يضمن حماية مستمرة لمرافقها وكوادرها الطبية، الأمر الذي يضع السلطات أمام تحديات حقيقية لضمان توفير بيئة آمنة تسمح بعودة الخدمات الطبية الحيوية التي يحتاجها آلاف المواطنين في وسط دارفور.