اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٨ أيار ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
ضبط كمية مهولة من المخدرات بكسلا.. بقيمة نصف تريليون جنيه سوداني
أعلنت قوات مكافحة التهريب التابعة للجمارك السودانية بولاية كسلا عن تحقيق إنجاز كبير تمثل في ضبط كمية ضخمة من المخدرات على متن عربة من طراز 'بوكس'، كانت في طريقها إلى داخل البلاد، وتُقدر القيمة السوقية لهذه المخدرات بنحو نصف تريليون جنيه سوداني.
تفاصيل العملية الأمنية النوعية
وبحسب إفادات الجهات المختصة، فإن العملية الأمنية تمت بعد توفر معلومات دقيقة عن تحركات مشبوهة لعربة 'بوكس' قادمة من المناطق الشرقية. وتمكنت الفرق الميدانية لمكافحة التهريب من تعقب العربة ومداهمتها في إحدى النقاط الحاسمة بولاية كسلا.
وخلال التفتيش الدقيق، تم العثور على كميات ضخمة من المخدرات مخبأة بطريقة احترافية داخل تجاويف سرية بالعربة. وقدّر المسؤولون الكمية المضبوطة بأنها الأعلى في تاريخ مكافحة التهريب بالمنطقة من حيث القيمة والحجم.
تقديرات أولية للمضبوطات
وأشارت التقديرات الأولية إلى أن المخدرات تشمل أصنافًا متعددة ذات تأثير عالٍ وخطورة بالغة على المجتمع، وتُقدر قيمتها المالية بما يفوق 500 مليار جنيه سوداني، وهو رقم يُعد صادمًا ويعكس حجم التحديات التي تواجه البلاد في حربها ضد المخدرات.
بيان من الجمارك السودانية
وفي بيان رسمي، أكد مدير الإدارة العامة لمكافحة التهريب بالجمارك السودانية، أن هذه العملية تمثل ضربة قوية لشبكات تهريب المخدرات العابرة للحدود، والتي تسعى إلى إغراق البلاد بالسموم المدمرة.
وأوضح أن الجهود الاستخباراتية والتنسيق المحكم بين الأجهزة المختلفة لعبت دورًا محوريًا في الوصول إلى هذه الشحنة، مؤكدًا أن العمل الميداني مستمر ولن يتوقف حتى اجتثاث هذه الظاهرة من جذورها.
تهديد أمني واجتماعي
ووصف مراقبون المخدرات المضبوطة بأنها تشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي، حيث تسعى جهات إجرامية منظمة إلى ضرب نسيج المجتمع السوداني عبر الترويج للمواد المخدرة وسط الشباب.
وأشاروا إلى أن التحديات الاقتصادية والانفلاتات الأمنية في بعض المناطق تشكل بيئة خصبة لنشاط مافيا المخدرات التي تستغل ضعف الرقابة في بعض المعابر الحدودية.
جهود مستمرة وتحديات متصاعدة
وأكدت سلطات الجمارك أن هناك تنسيقًا متواصلًا مع قوات الدعم السريع والشرطة والجيش لمراقبة حركة التهريب عبر الحدود، خاصة في المناطق الشرقية والشمالية الشرقية، التي تعد ممرًا رئيسيًا لعمليات تهريب البشر والمخدرات والسلاح.
وشددت على أهمية تعزيز الوعي المجتمعي بخطورة هذه المواد، مع تكثيف الحملات الأمنية والمراقبة التقنية.
مطالبات بتشريعات أكثر صرامة
وطالب عدد من الخبراء القانونيين بضرورة تعديل القوانين المتعلقة بمكافحة المخدرات لتشمل أحكامًا أكثر صرامة، ورفع مستوى العقوبات على المهربين، لا سيما بعد الارتفاع اللافت في الكميات المضبوطة خلال الأشهر الأخيرة.
كما دعوا إلى إشراك المجتمع المدني والمؤسسات التعليمية في برامج توعوية تهدف إلى الحد من انتشار المخدرات، خاصة في أوساط الطلاب والشباب.
حملات إعلامية وتوعية وطنية
وأشار مسؤولون في وزارة الإعلام والثقافة إلى أنهم بصدد إطلاق حملات إعلامية موسعة لمكافحة المخدرات بالتعاون مع وزارتي الداخلية والتربية والتعليم، وذلك ضمن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الظواهر السالبة.
وتشمل هذه الحملات بث برامج تلفزيونية وإذاعية وتوزيع منشورات توعوية على المدارس والجامعات والأسواق والمناطق الطرفية.
تنويه حول خطورة المخدرات الحديثة
وحذرت الجهات الصحية من أنواع جديدة من المخدرات الصناعية التي ظهرت مؤخرًا في بعض مناطق البلاد، والتي تُصنّف ضمن أخطر المواد المخدرة عالميًا، وتؤدي إلى تلف دماغي دائم خلال فترة وجيزة من تعاطيها.
وأكدت أن انتشار هذه الأنواع يتطلب تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجال تبادل المعلومات وضبط الحدود.
دعم شعبي للقوات الأمنية
ولاقت العملية إشادة واسعة من المواطنين ووسائل الإعلام المحلية، التي أثنت على شجاعة القوات الأمنية ويقظتها في التعامل مع أخطر أنواع التهديدات.
وطالب الأهالي بزيادة الدعم اللوجستي لقوات مكافحة التهريب، وتوفير المعدات الحديثة وأجهزة الرصد والتتبع لتسريع وتيرة الضبط.