عاصفة ظلام تضرب الخرطوم مجددًا

متابعات – نبض السودان

شهدت ولاية الخرطوم، صباح اليوم الأربعاء، إطفاءً عامًا في التيار الكهربائي، ما تسبب في شلل شبه تام بالحياة العامة، خاصة في المستشفيات، والمخابز، ومحطات الوقود، ومرافق المياه. وتأتي هذه الانقطاعات ضمن سلسلة متكررة تعاني منها الولاية في ظل تدهور البنية التحتية وشح الوقود وعدم الاستقرار الأمني.

خروج تام لمحطات التغذية بسبب أعطال فنية وأمنية

أفادت مصادر من داخل الهيئة العامة للكهرباء بأن خروج جميع محطات التغذية عن الخدمة ناتج عن أعطال فنية متزامنة مع تعقيدات أمنية، حالت دون وصول الفرق الفنية إلى مواقع العطل في الوقت المحدد.

وأوضحت المصادر أن بعض خطوط الإمداد الرئيسية تعرضت لأعطال فجائية، بينما تعطلت محطات التوليد لعدم توفر الوقود الكافي، إضافة إلى عجز الهيئة عن تنفيذ خطط الطوارئ في ظل الظروف الأمنية المعقدة التي تمر بها العاصمة.

المستشفيات تدخل حالة طوارئ

دفع الانقطاع المفاجئ للمستشفيات العامة والخاصة إلى تشغيل المولدات الاحتياطية، التي تعاني هي الأخرى من نقص حاد في الوقود وغياب الصيانة الدورية. وأطلقت جهات طبية نداء استغاثة لتأمين الكهرباء بصورة عاجلة لعدد من أقسام العناية المركزة وغرف العمليات.

المواطنين بين المعاناة اليومية والبحث عن بدائل

وفي الأحياء السكنية، سادت حالة من الغضب والاستياء بين المواطنين، الذين يعيشون أوضاعًا قاسية نتيجة تكرار انقطاع التيار الكهربائي دون سابق إنذار. واضطر كثيرون إلى البحث عن حلول بديلة، مثل المولدات المنزلية، التي أصبحت بدورها غير مجدية بسبب شح الوقود وارتفاع أسعار التشغيل.

لا جدول معروف لعودة الكهرباء

حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم تصدر الهيئة العامة للكهرباء أي توضيح رسمي حول موعد استعادة التيار الكهربائي في ولاية الخرطوم، وسط توقعات باستمرار الأزمة لساعات طويلة، وربما لأيام، إذا لم يتم توفير الوقود وتهيئة الظروف الأمنية لعمل الفرق الفنية.

خبراء: الأزمة مرشحة للتفاقم مع غياب الدولة

يرى خبراء اقتصاديون أن أزمة الكهرباء تمثل جزءًا من انهيار شامل للخدمات الأساسية في السودان، في ظل الحرب المستمرة منذ أكثر من عام، مشيرين إلى أن استمرار هذا الوضع قد يقود إلى انفجار اجتماعي إذا لم تتحرك السلطات أو المجتمع الدولي لمعالجة الوضع الكارثي في البلاد.