اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٨ تموز ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
في تصعيد جديد ضمن العمليات العسكرية الجارية لاستعادة السيطرة على مناطق التوتر بولايات كردفان، نفذت القوات الجوية السودانية سلسلة من الغارات الدقيقة على مواقع تابعة للمليشيا المتمردة، أسفرت عن خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، وسط مؤشرات متزايدة على انهيار التنظيم الداخلي لتلك القوات.
تدمير آليات وقتلى في صفوف المتمردين
بحسب مصادر عسكرية، استهدفت الغارات الجوية معاقل وتحركات للمليشيا في عدة مناطق من كردفان، ضمن عملية عسكرية وُصفت بـ”النوعية”، بهدف تحييد مصادر النيران وتعطيل خطوط الإمداد. وقد نجحت الغارات في تدمير 6 عربات قتالية تابعة للمليشيا بالكامل، فيما سقط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف العناصر المتمردة.
وأكدت المصادر أن الطيران الحربي اعتمد على معلومات استخبارية دقيقة لرصد تجمعات المليشيا وتحديد مواقع الأسلحة الثقيلة التي كانت تستخدمها في شن هجمات ضد المدنيين والمواقع الحيوية. وتشير تقارير ميدانية إلى حالة من الارتباك والتراجع في قدرات المليشيا على المواجهة، ما يعكس نجاح الغارات في إضعاف البنية القتالية لها.
انسحاب مفاجئ من مدينة الخوي
وفي تطور لافت على الأرض، شهدت مدينة الخوي انسحابًا مفاجئًا لقوة تتبع للمليشيا المتمردة مكونة من 9 عربات قتالية، غادرت عبر الطريق الرئيسي المؤدي إلى مدينة كتم في ولاية شمال دارفور، بقيادة أحد القادة الميدانيين المعروفين، براق إسماعيل، المنتمي إلى قبيلة المحاميد.
وأوضحت مصادر محلية أن هذا الانسحاب جاء على خلفية خلافات داخلية حادة بين إسماعيل وقيادة المليشيا في المنطقة، ما يعكس حجم الانقسامات التي باتت تنخر في جسد التنظيم المتمرد. وأضافت المصادر أن الانسحاب لم يكن منسقًا مع القيادة العليا، الأمر الذي أثار حالة من الفوضى والريبة داخل صفوف المليشيا.
ارتباك ميداني وتفكك داخلي
تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد مؤشرات تفكك داخلي وانهيار في منظومة القيادة والسيطرة للمليشيا، حيث باتت الانشقاقات والتناحر الداخلي أكثر وضوحًا، خاصة في ظل الخسائر العسكرية المتكررة وانعدام الإمداد الموثوق. وتُشير التقارير إلى أن الخلافات العرقية والقبلية تلعب دورًا كبيرًا في تغذية هذا التصدع، وهو ما ظهر جليًا في تمرد براق إسماعيل على قرارات القيادة وانسحابه بقوة كبيرة دون تنسيق.
ويُعد هذا الانسحاب من الخوي مؤشرًا خطيرًا على تآكل سلطة القيادة المركزية للمليشيا المتمردة، خاصة في ظل تكرار حوادث الانسحاب والانقسام في ولايات عدة، ما قد يُمهّد لتفكك شامل في حال استمرار الضغط العسكري.
القوات النظامية تستفيد من الاضطراب الميداني
وتسعى القوات المسلحة السودانية إلى استثمار حالة الارتباك التي تضرب صفوف المليشيا من خلال تنفيذ عمليات سريعة ودقيقة، تستهدف نقاط التمركز والمخازن والتحركات الاستراتيجية. ويبدو أن هناك خطة عسكرية منظمة تهدف لاستنزاف قدرات المتمردين عبر الضربات الجوية المتتالية ودفعهم نحو مواجهات غير متكافئة تُنهك قدراتهم القتالية.
وتُشير المعطيات إلى أن الأسابيع المقبلة قد تشهد تصعيدًا عسكريًا إضافيًا، خاصة مع تسارع وتيرة الانسحابات وظهور مؤشرات على الانهيار التنظيمي في أكثر من محور، ما يجعل الفرصة مهيأة أمام القوات النظامية لاستعادة السيطرة على مناطق استراتيجية بولايات كردفان ودارفور.