اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٨ أيلول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
شهدت أسواق العملات في السودان اليوم الأحد 28 سبتمبر 2025م تطورًا خطيرًا جديدًا مع استمرار الانهيار المتسارع للجنيه السوداني أمام الدولار والعملات الأجنبية، حيث تخطى سعر صرف الدولار حاجز 3600 جنيه في تعاملات السوق الموازي، وهو مستوى قياسي غير مسبوق يعكس عمق الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، وسط استمرار شح السيولة النقدية داخل البنوك التجارية وتراجع قدرة الجهاز المصرفي على تلبية احتياجات السوق.
الدولار يتجاوز 3600 جنيه في السوق الموازي
أكدت مصادر مصرفية أن أسعار الصرف في السوق الموازي شهدت قفزة كبيرة خلال الساعات الماضية، حيث ارتفع سعر الدولار ليصل إلى 3600 جنيه للبيع، فيما بلغ سعر الشراء حوالي 3550 جنيهًا، وهو ما يوضح الفجوة المتزايدة بين العرض والطلب على النقد الأجنبي. وأشارت المصادر إلى أن هذه الارتفاعات تأتي في ظل غياب أي تدخل فعال من البنك المركزي، مع استمرار الأوضاع الاقتصادية والمالية في حالة من الاضطراب الشديد.
العملات الخليجية تسجل ارتفاعات ملحوظة
لم يقتصر الانهيار على الدولار فحسب، بل شمل أيضًا العملات الخليجية، حيث بلغ سعر بيع الريال السعودي 963.466 جنيهًا، بينما سجل سعر الشراء 946.666 جنيهًا. أما الدرهم الإماراتي فقد سجل سعر بيع بلغ 984.4686 جنيهًا، وسعر شراء عند 967.302 جنيهًا. كما قفز الريال القطري إلى 992.582 جنيهًا للبيع، في إشارة واضحة إلى التدهور المتواصل في قيمة الجنيه السوداني أمام عملات المنطقة.
العملات الأوروبية تقفز لمستويات قياسية
من جانب آخر، ارتفعت العملات الأوروبية بشكل كبير مقابل الجنيه السوداني، حيث وصل سعر بيع اليورو إلى 4250.588 جنيهًا، بينما بلغ سعر الشراء 4176.4705 جنيهًا، وهو رقم قياسي جديد. أما الجنيه الإسترليني فقد حقق قفزة غير مسبوقة مسجلًا 4882.43 جنيهًا للبيع، و4797.29 جنيهًا للشراء، ليشكل ضغطًا إضافيًا على حركة التجارة الخارجية والاستيراد.
عملات أخرى تسجل قفزات لافتة
إلى جانب العملات الخليجية والأوروبية، سجلت بعض العملات الأخرى مستويات مرتفعة، إذ بلغ الدينار البحريني 9342.105 جنيهًا، والريال العماني 9350 جنيهًا، بينما وصل الدينار الكويتي إلى 11451.612 جنيهًا، وهو ما يعكس التراجع الكبير في القدرة الشرائية للجنيه السوداني مقارنةً بمختلف العملات.
أسباب الانهيار وتداعياته
يربط خبراء الاقتصاد استمرار انهيار الجنيه السوداني بعدة أسباب، أبرزها الحرب التي تسببت في تدمير البنية الاقتصادية وتوقف الإنتاج، إلى جانب تراجع احتياطي النقد الأجنبي وعجز الدولة عن تغطية احتياجاتها من العملة الصعبة. كما أشاروا إلى أن شح السيولة داخل البنوك التجارية وارتفاع الطلب على العملات الأجنبية في السوق الموازي يسهم بشكل مباشر في تسارع الانهيار.
تحذيرات من تفاقم الأوضاع
وحذر مراقبون اقتصاديون من أن استمرار الوضع الحالي قد يقود إلى فقدان الجنيه السوداني المزيد من قيمته خلال الأسابيع المقبلة، ما سيؤدي إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع والخدمات، وزيادة معدلات التضخم، وتفاقم الأعباء المعيشية على المواطنين الذين يعانون أصلًا من أوضاع إنسانية واقتصادية صعبة.