اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٤ أب ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
أعلن بنك HSBC البريطاني، عبر وحدته للخدمات المصرفية الخاصة في سويسرا، عن قرار مفاجئ بقطع علاقاته مع أكثر من 1000 عميل من أثرياء الشرق الأوسط، بينهم مصريون، في خطوة وصفها المراقبون بأنها “فضيحة مالية تهز سمعة البنك بالمنطقة”.
قائمة الأثرياء المتأثرين وسبب القرار
شملت القائمة أثرياء من السعودية، لبنان، قطر، ومصر، حيث بدأ البنك بإخطار العملاء المعنيين، بعضهم يمتلك ثروات تتجاوز 100 مليون دولار، مع خطط لإرسال خطابات رسمية خلال الأشهر المقبلة لإغلاق الحسابات وتحويل الأموال إلى ولايات قضائية أخرى. وأكد البنك أن الهدف من هذه الخطوة تقليص التعامل مع العملاء المصنفين “عاليو المخاطر”، في إطار إعادة هيكلة استراتيجية تركز على الأسواق التي يتمتع فيها البنك بميزة تنافسية.
تحقيقات سويسرية تكشف فشل HSBC في الرقابة
يأتي قرار البنك بعد سلسلة تحقيقات مكثفة أجرتها السلطات السويسرية منذ يناير 2025، تتعلق بشبهات غسل أموال مرتبطة بحاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة وشقيقه رجا، حيث اتهم HSBC بالفشل في التحقق من مصادر أكثر من 300 مليون دولار تم تحويلها بين لبنان وسويسرا خلال الفترة من 2002 إلى 2015.
ألزمت هيئة الرقابة المصرفية السويسرية (FINMA) البنك بمراجعة شاملة لجميع علاقاته عالية المخاطر ومنعته من فتح حسابات جديدة لشخصيات سياسية بارزة حتى استكمال الإصلاحات، ما أثار موجة جدل واسعة في الأوساط المالية بالشرق الأوسط.
تداعيات القرار على العملاء والأسواق العربية
اعتبر محللون القرار ضربة قوية لسمعة البنك في إدارة الثروات بالشرق الأوسط، متوقعين أن يدفع العملاء المصريين والعرب إلى البحث عن ملاذات مصرفية بديلة في مراكز مالية عالمية مثل دبي وسنغافورة. ويأتي هذا في ظل استمرار المخاوف من تعرض الحسابات الخاصة عالية المخاطر لمراجعات صارمة، وتأثير ذلك على عمليات إدارة الثروات في المنطقة.
HSBC وتاريخ الفضائح المالية
وحدة الخدمات المصرفية الخاصة في HSBC بسويسرا تدير أصولا بمليارات الدولارات عبر مكاتب في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط، لكنها واجهت انتقادات متكررة بسبب فشلها في مكافحة غسل الأموال. وكانت FINMA قد كشفت في يونيو 2024 عن تقصير البنك في التحقق من مصادر أموال مرتبطة بشخصيات سياسية بارزة.
تاريخيًا، ارتبط اسم HSBC بعدة فضائح مالية، منها تسوية بقيمة 192 مليون دولار مع السلطات الأمريكية عام 2019 لتسهيل التهرب الضريبي، وغرامة قياسية بقيمة 1.9 مليار دولار عام 2012 لتورطه في غسل أموال مرتبطة بعصابات مخدرات مكسيكية، وهو ما ألقت هذه الفضائح بظلالها على سمعة البنك وأجبر السلطات على فرض رقابة مشددة على أنشطته في سويسرا.
مستقبل الخدمات المصرفية للأثرياء في الشرق الأوسط
مع استمرار الضغوط الرقابية، يُتوقع أن يشهد قطاع الخدمات المصرفية الخاصة للأثرياء في الشرق الأوسط تغييرات كبيرة، حيث يبحث المستثمرون عن بنوك أكثر شفافية وملاءمة للتعامل مع ثرواتهم، بينما يحاول HSBC إصلاح سياساته وتعزيز رقابته الداخلية لتفادي تكرار هذه الفضائح.