اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢ حزيران ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
في خطوة تاريخية تُعزز من مسيرة التقارب والتعاون بين علماء العالم الإسلامي، أصدر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين، قرارًا بضمّ الشيخ راوي عين الدين، مفتي روسيا ورئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا، إلى عضوية مجلس حكماء المسلمين، في خطوة لاقت ترحيبًا واسعًا داخل الأوساط الإسلامية والدولية.
تعميق التمثيل العالمي لمجلس الحكماء
وجاء هذا القرار في إطار توجهات مجلس حكماء المسلمين إلى توسيع دائرة تمثيل العلماء المسلمين من مختلف دول العالم، بما يعكس تنوع الأمة الإسلامية وامتدادها الجغرافي والثقافي، ويعزز من قدرتها على مواجهة التحديات المشتركة عبر الحوار البنّاء والعمل الجماعي.
وأكدت مشيخة الأزهر أن ضم الشيخ راوي عين الدين يُعدّ دعمًا قويًا لمسيرة المجلس في نشر قيم السلم والحكمة، وتأكيدًا على رسالته العالمية في تعزيز التفاهم بين شعوب الأرض والأديان المختلفة.
راوي عين الدين: شرف عظيم ومسؤولية جسيمة
من جانبه، عبّر الشيخ راوي عين الدين عن بالغ امتنانه لقرار فضيلة الإمام الأكبر باختياره عضوًا في مجلس حكماء المسلمين، معتبرًا أن هذه الخطوة تمثل شرفًا كبيرًا ليس له فقط، بل لجميع علماء وشيوخ روسيا الاتحادية.
وأوضح عين الدين في تصريح رسمي أنه سيكرّس جهوده للعمل إلى جانب أعضاء المجلس من أجل تحقيق رسالته النبيلة في دعم قضايا الأمة الإسلامية، وتوطيد الحوار الحضاري بين الثقافات، ومواجهة التحديات التي تمس القيم الدينية والإنسانية في هذا العصر.
مجلس حكماء المسلمين.. كيان للسلام والوحدة
ويُعد مجلس حكماء المسلمين هيئة دولية مستقلة تأسست في يوليو 2014 بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، تحت رئاسة شيخ الأزهر الشريف، بهدف تكريس ثقافة السلم ونبذ خطاب الكراهية والطائفية، وجمع شمل الأمة الإسلامية بعيدًا عن الصراعات والانقسامات السياسية أو المذهبية.
ويضم المجلس نخبة من العلماء والمفكرين ووجهاء الأمة ممن يتمتعون بالحكمة والاعتدال والتأثير المجتمعي، ويعمل على وضع الحلول الناجعة للتحديات التي تواجه المسلمين في شتى بقاع العالم.
محاور عمل المجلس: حوار، تعايش، مكافحة تطرف
ويرتكز عمل المجلس على عدد من المحاور الحيوية، أبرزها:
وقد كان من أبرز إنجازات المجلس إطلاق 'وثيقة الأخوة الإنسانية' في عام 2019، بالتعاون مع البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، والتي اعتُبرت محطة فارقة في مسار تعزيز التعايش الإنساني بين أتباع الديانات المختلفة، ولاقت ترحيبًا عالميًا واسعًا.
أهمية الخطوة في السياق الدولي
ويرى مراقبون أن انضمام الشيخ راوي عين الدين، الذي يُعد من أبرز الشخصيات الدينية المؤثرة في روسيا، يُعطي دفعة قوية لدور مجلس الحكماء في الساحة الأوراسية، ويوفر قناة تواصل مهمة بين الأزهر الشريف والجاليات المسلمة في تلك المنطقة، التي تواجه تحديات كبيرة تتعلق بالاندماج والحفاظ على الهوية.
ويُعزز هذا الانفتاح الدور العالمي للأزهر كمؤسسة دينية عابرة للحدود، تسعى إلى جمع كلمة المسلمين وتمثيلهم في المحافل الدولية بصوت موحَّد يتسم بالحكمة والاعتدال والرصانة.