حكومة الأمل تتعهد بإحداث زلزال إصلاحي في السودان

متابعات – نبض السودان

عقد رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس اجتماعًا غير رسمي مع عدد من الوزراء الجدد المعينين ضمن طاقم 'حكومة الأمل'، وذلك في مدينة بورتسودان اليوم الإثنين الموافق 4 أغسطس 2025، لمناقشة التطورات الراهنة في البلاد والتحديات التي تتطلب تحركات عاجلة على مستوى الأداء التنفيذي.

اجتماع تشاوري يسبق أداء اليمين

ضم الاجتماع عددًا من الوزراء الذين لم يؤدوا اليمين الدستورية بعد، في خطوة تهدف إلى إشراك الجميع مبكرًا في تقييم الوضع العام وتحديد الأولويات قبل مباشرة العمل رسميًا داخل الوزارات.

وشهد اللقاء مناقشات مكثفة حول سبل تجاوز المرحلة الحالية التي وصفها إدريس بـ'المعقدة' سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا، مؤكدًا أن الحكومة الجديدة جاءت من رحم التحديات، وتطمح إلى صنع الفارق على أرض الواقع.

ثلاثية الأولويات: السلام والمعيشة والتعافي

وخلال كلمته أمام الوزراء، شدد رئيس الوزراء على أن أولويات حكومة الأمل تنطلق من تحقيق التعافي الوطني الشامل، والعمل الجاد على إنجاز سلام عادل ومستدام يُلبي طموحات السودانيين في مختلف أنحاء البلاد، بالإضافة إلى تحسين مستوى معيشة المواطن والتصدي الفعّال لهمومه اليومية.

وأشار إلى أن جميع الخطط الوزارية يجب أن تنطلق من هذه الموجهات الثلاث، على أن تُضبط وفق رؤية استراتيجية متكاملة تُراعي طبيعة المرحلة وتعقيداتها.

الوزراء يعرضون رؤى أولية

استعرض الوزراء المشاركون تقارير أولية تضم الخطوط العريضة لمهام وزاراتهم، مؤكدين استعدادهم للعمل الجماعي والتنسيق التام داخل المجلس الوزاري، مع الالتزام بمبادئ الشفافية، والكفاءة، والتركيز على النتائج العملية.

واتفق الوزراء على أهمية رسم خارطة طريق واضحة، تُبنى على مشروعات محددة المعالم وقابلة للتنفيذ، وتُراعي احتياجات المواطنين ومناطق الهشاشة المتأثرة بالحرب والنزوح.

دعم القوات المسلحة ومعالجة آثار الحرب

أولى الاجتماع اهتمامًا خاصًا بأوضاع القوات المسلحة السودانية، وضرورة توفير الدعم المدني اللازم لتعزيز جهودها، إلى جانب التأكيد على أن معالجة آثار الحرب وتضميد جراح المواطنين في مناطق النزاع تُعد من أولويات المرحلة.

وأكد إدريس أن السلام المستدام لن يتحقق إلا من خلال مشروع حكومي متكامل، يُراعي البُعد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، ويعتمد الحوار والواقعية في التعامل مع الأطراف الفاعلة.

التزام 'حكومة الأمل' بالتحول الحقيقي

في ختام الاجتماع، جدّد الدكتور كامل إدريس التأكيد على أن حكومة الأمل تسعى بكل جدية إلى إحداث اختراقات حقيقية في الملفات الشائكة، من خلال معالجات شاملة لا تكتفي بالحلول المؤقتة أو الجزئية.

وقال إن تطلعات الشعب السوداني نحو الاستقرار والتنمية لن تتحقق إلا عبر مؤسسات مدنية قوية وفعّالة، تعمل بتناغم وتتسم بالشجاعة في اتخاذ القرارات الصعبة.

وشدد على أن البلاد تقف أمام مفترق طرق مصيري، وأن مسؤولية الحكومة في هذه المرحلة تتجاوز الشعارات، لتصل إلى الإنجازات الملموسة على الأرض.