اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٠ أب ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
تعيش الجالية السودانية في أوروبا وضعًا معقدًا تتقاطع فيه معاناة الغربة مع مآسي الوطن. فبينما يواجه الآلاف تحديات الحياة اليومية في بلدان المهجر من بطالة وإجراءات لجوء معقدة، تأتيهم أخبار القتل والدمار من السودان لتثقل قلوبهم وتزيد غربتهم مرارة.
مأساة مزدوجة يعيشها السوداني حيثما كان، إذ لم تمنحه المسافة حصانة من آلام الحرب ولا من أزمات الحياة في الخارج.
صراع البقاء في المهجر
يواجه السودانيون في أوروبا عراقيل شديدة في الاندماج، بدءًا من حاجز اللغة وتعقيدات سوق العمل، وصولًا إلى الإقصاء الاجتماعي في بعض البلدان. اللاجئون منهم غالبًا ما يجدون أنفسهم في مخيمات أو مساكن مكتظة، بانتظار قرارات إقامتهم التي قد تستغرق سنوات أما من تمكن من العمل، فيصطدم بارتفاع تكاليف المعيشة والضرائب، ما يجعل الاستقرار الاقتصادي حلمًا بعيد المنال.
أخبار الوطن.. جرح لا يندمل
تتضاعف معاناة السودانيين في الخارج مع كل خبر عن مجزرة أو قصف أو نزوح جديد في السودان. كثيرون فقدوا أقارب وأصدقاء، وآخرون يعيشون القلق على أسر ما زالت وسط أتون الصراع هذه الحالة النفسية المرهقة تدفع كثيرًا من الشباب إلى الانخراط في حملات تضامن وجمع تبرعات، رغم ضيق مواردهم في المهجر.
الحروب الصغيرة في الغربة
لا يقتصر الصراع على البعد النفسي فقط، إذ يتعرض بعض السودانيين في أوروبا لمضايقات أو عنصرية، وفي بعض الحالات لعنف منظم أو استهداف مباشر في مناطق يغلب عليها الصراع بين جاليات مختلفة هذا الوضع يزيد من إحساسهم بالعزلة ويجعل الغربة ساحة أخرى للنزاعات، حتى وإن كانت بأشكال غير دموية.
هوية تحت الضغط
بين ضغوط الاندماج وموجات الأخبار المأساوية من الوطن، يجد السودانيون أنفسهم ممزقين بين الحفاظ على هويتهم الثقافية وبين ضرورة التأقلم مع مجتمع جديد هذه الثنائية تجعلهم في حالة توتر دائم، حيث لا يشعرون بانتماء كامل لا هنا ولا هناك، لتبقى قلوبهم عالقة بين وطن يتآكله الصراع ومهجر لا يمنحهم الأمان الكامل.