اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٨ أيلول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
كشفت دراسة طبية حديثة أن فحصاً بسيطاً للبول قد يتمكن من التنبؤ بخطر الإصابة بالخرف قبل سنوات طويلة من ظهور الأعراض، ما يمثل خطوة محتملة في مجال الوقاية المبكرة من هذا المرض المتصاعد عالمياً.
متابعة شاملة لأكثر من 130 ألف شخص
اعتمدت الدراسة، التي نشرت تفاصيلها صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، على تحليل بيانات صحية لأكثر من 130 ألف شخص. وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين وُجدت لديهم كميات مفرطة من البروتين في البول، كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف مقارنةً بغيرهم، ما يشير إلى علاقة مباشرة بين مؤشرات صحة الكلى ومستقبل صحة الدماغ.
ارتباط قوي بالخرف الوعائي والمختلط
أوضحت الدراسة أن الارتباط بين البروتين في البول والإصابة بالخرف كان أقوى في حالات الخرف الوعائي، وهو ثاني أكثر أنواع الخرف شيوعاً بعد مرض ألزهايمر، وكذلك في حالات الخرف المختلط، الذي يجمع بين أعراض ألزهايمر والخرف الوعائي، ما يوسع من دائرة الفئات المعرضة للخطر.
ماذا يعني وجود البروتين في البول؟
يُعد وجود كميات مرتفعة من البروتين في البول مؤشراً على خلل في وظائف الكلى، حيث تُعد الكليتان بمثابة مرشحات دقيقة تحتفظ بالبروتينات المفيدة في الجسم وتقوم بإزالة الفضلات. وفي حال تعرض هذه المرشحات للتلف، يبدأ البروتين بالتسرب إلى البول، وهو ما اعتبره الباحثون علامة مبكرة تستحق الاهتمام.
الرابط الخفي بين الكلى والدماغ
أشار الباحثون في دراستهم إلى الترابط الوثيق بين الكلى والدماغ، مؤكدين أن كلا العضوين يعتمدان على شبكة من الأوعية الدموية الدقيقة والحساسة لضمان أداء وظائفهما الحيوية. وعند تضرر هذه الأوعية، كما في حالات ارتفاع ضغط الدم أو داء السكري أو عوامل أخرى، فإن الضرر لا يقتصر على الكلى فحسب، بل قد ينعكس سلباً أيضاً على تدفق الدم إلى الدماغ.
الحاجز الدموي الدماغي تحت التهديد
شرح الباحثون آلية دقيقة ضمن الدراسة تتعلق بالحاجز الدموي الدماغي، وهو جدار وقائي يتكون من خلايا محكمة تمنع تسرب المواد الضارة إلى أنسجة الدماغ. وأوضحوا أن الضرر الذي يصيب الكلى ويتسبب في تسرب البروتين إلى البول، قد يتسبب كذلك في ضعف الحاجز الدموي الدماغي، مما يسمح بمرور السموم والجزيئات الالتهابية إلى الدماغ، وهو ما يمكن أن يُحفز التغيرات العصبية المؤدية إلى الخرف.
أفق جديد للوقاية من الخرف
أكد الفريق البحثي أن هذا الاكتشاف يفتح آفاقاً واعدة للوقاية من الخرف، حيث أن العديد من الأدوية المستخدمة حالياً لحماية الكلى قد يكون لها دور مستقبلي في حماية الذاكرة أيضاً. وأشاروا إلى أن هذه الفرضية تستحق المزيد من الدراسة والتحقق من خلال الأبحاث السريرية.
أهمية العناية بصحة الكلى في منتصف العمر
دعا الباحثون إلى أهمية التركيز على صحة الكلى بدءاً من منتصف العمر، كإجراء استباقي للوقاية من الخرف، خاصة لدى أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، والسمنة، أو لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالخرف. وخلصوا إلى أن الفحص المبكر ووضع استراتيجيات للحد من عوامل الخطر قد يشكل فارقاً كبيراً في مواجهة هذا المرض المعقد.