لايف ستايل
موقع كل يوم -مجلة لها
نشر بتاريخ: ١٩ أذار ٢٠٢٥
لكل صيحة لونية رسالة خفية إذا عرفتِ أين تبحثين، لكن لا شيء يُعبّر عن 'الانحناء' مثل البنفسجي. لو احتاج لشعار، لكان 'دعهم يأكلون الكعك'، تلك العبارة الشهيرة المثيرة للجدل المنسوبة إلى ماري أنطوانيت، والتي تُختصر نوعاً ما الطبقة الأرستقراطية. تاريخيًا، تعود علاقة اللون الأرجواني بالنبلاء إلى العصور القديمة، عندما كان هذا اللون نادرًا وباهظ الثمن، يُذكرنا فورًا بتيجان التتويج والأقمشة المخملية.
أكدت درجات اللون الأرجواني الفاخرة والفخمة التي عُرضت خلال أسابيع الموضة الأخيرة حقيقة واحدة: صيحة 'استمتعي بالثراء' قد ولت، وعادت موضة الفخامة الطموحة (على الأقل على منصات العرض). لم يكن الشعور خفيًا على الإطلاق، تخيلوا الحرير والساتان والترتر والفراء التي كان النبلاء الإليزابيثيون يرتدونها، ربما كانت بمثابة أغنية سحرية للثروة والهيبة المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بسوق الرفاهية النخبوية.
وفي حين أن التيجان قد تكون قديمة الطراز، إلا أن اللون الأرجواني يجد تعبيرات جديدة وعصرية في الألفية الجديدة. في عرض 'ماكوين' لخريف 2025، تجلى اللون في سترات بومبر أرجوانية ممتلئة وفساتين سهرة بلون الباذنجان تناسب حفلات النخبة. في عرض 'فالنتينو' و'نينا ريتشي'، استعادت سترات سموكينغ المخملية البنفسجية الغنية ذكريات الأردية الإمبراطورية (حتى أن سترة ريتشي جاءت مع وشاح فرو مطابق). في الوقت نفسه، في عرض 'ألتوزارا'، بدا الفستان الشفاف والفاخر وكأنه مصمم خصيصًا لشخص يتنقل بسيارات أوبر في كل مكان لنكن صريحين، الفستان المزخرف والشفاف بالكامل ليس مناسبًا تمامًا للمواصلات العامة.
هذا اللون الأرجواني ليس من نوع الليلكي الهادئ أو لون منتصف الليل الذي قد يبدو أزرقًا في الإضاءة الخافتة، بل هو لونٌ مُلفتٌ للنظر. يقول فاران كرينتسيل، كاتب عمود الموضة في بي بي سي وأستاذ إعلام الموضة في جامعة 'نيو سكول': 'ما نراه على منصات العرض الآن هو لون أرجواني صناعيّ للغاية. إنه ليس لون العنب؛ إنه لون حلوى سكيتلز العنب'.
من المفترض أن تتحمسي عند رؤية أحذية 'ميو ميو' ذات الإبزيمات وسترات الكشمير البنفسجية الناعمة. يتذكر كرينتسيل: 'بدأت أشتهي مشروب غاتوريد العنب في غوتشي'، في إشارة إلى الملابس الخارجية الأنيقة وحقائب دافل الأرجوانية الداكنة من دار الأزياء الإيطالية. عندما تبدأ حواسك الأخرى بالتأثر، فهذا مؤشر على شيء أكبر من مجرد 'يا إلهي، هذا معطف رائع'.
إن تحول عالم الموضة نحو فخامة أكثر صخبًا وفخرًا، بغض النظر عن مدى ارتباطه بالموضة، يجعل من الطبيعي أن يتربع اللون الأرجواني الملكي على عرش الألوان في عام ٢٠٢٥. تاريخيًا، لطالما كان اللون الأرجواني من الألوان الرائجة: ففي العصر البيزنطي، كان يُقدّر كالذهب، وكان مخصصًا حصريًا لكبار الشخصيات. ومن بين النسخ الفاخرة منه، أرجوان صور، الذي استُخرج من إفرازات عشرات الآلاف من حلزونات البحر، لذا لم يكن بإمكان سوى النخبة شراء قطعة منه.
لننتقل سريعًا إلى القرن السادس عشر، حين رفعت الملكة إليزابيث من مستوى حصرية اللون الأرجواني إلى مستوى جديد، إذ منعت غير أفراد العائلة المالكة من ارتدائه.