خاص| قرار تاريخي من البنك الزراعي يشعل آمال المزارعين

نبض السودان – رحاب عبدالله

أعلن نائب رئيس تجمع مزارعي السودان – القطاع المطري، غريق كمبال، بدء الموسم الزراعي المطري في معظم ولايات السودان، مشيرًا إلى أن العينة الأولى في الخريف (عينة الضراع) قد قاربت على نهايتها.

وحذر كمبال في تصريح خاص لـ(نبض السودان) من احتمال فشل الموسم الزراعي إذا استمرت الجهات الحكومية في التباطؤ في توفير كافة المطلوبات الأساسية لإنجاح الزراعة في هذا التوقيت الحرج.

تمويل الجازولين فقط غير كافٍ.. والمزارعون يطالبون بالنقدي والسلم

وأوضح غريق أن التمويل المتاح حتى الآن من البنك الزراعي يقتصر فقط على الجازولين في عدد من الولايات، مؤكدًا أن هذا النوع من التمويل وحده غير كافٍ لضمان نجاح الموسم الزراعي، في ظل الحاجة الماسة إلى التمويل النقدي وتمويل السلم.

ورهن تنفيذ ذلك بتوفير السيولة الكافية للبنك الزراعي، بما يمكنه من تلبية احتياجات المزارعين، خاصة أن العديد منهم يعتمدون بشكل مباشر على هذا التمويل لتنفيذ عملياتهم الزراعية.

ترتيبات للجلوس مع وزير المالية لتوفير السيولة

وكشف كمبال عن تقديمهم مقترحًا للبنك الزراعي يتضمن ترتيبات لعقد لقاء مباشر مع وزير المالية د. جبريل إبراهيم، من أجل بحث حلول عاجلة لأزمة السيولة، وتمكين البنك الزراعي من تمويل المزارعين نقديًا قبل فوات الأوان.

وأكد أن وفدًا من التجمع في طريقه للجلوس مع الوزير خلال الأيام المقبلة، لإيجاد مخرج عاجل من الأزمة وتلافي تداعياتها الخطيرة على الإنتاج الزراعي القومي.

نجاح المفاوضات لرفع سعر السلم إلى 70 ألف جنيه

وأشار كمبال إلى أن التجمع نجح في مفاوضاته لتحسين سعر السلم من 56 ألف جنيه للجوال إلى 70 ألف جنيه، وهو ما اعتبره إنجازًا مهمًا يرفع من حافزية المزارعين ويشجعهم على الدخول بقوة في الموسم الزراعي الحالي.

وأشاد بالاستجابة التي وجدها هذا المطلب، والتي تمثل دعمًا معنويًا وماديًا كبيرًا للمزارعين، خاصة مع ارتفاع تكلفة الإنتاج بشكل غير مسبوق في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.

وزير الطاقة يلبي طلب المزارعين ويوفر وقود الزراعة

وثمّن كمبال الدور الذي لعبه وزير الطاقة والنفط في الاستجابة لطلب المزارعين، من خلال توفير كميات مقدرة من وقود الزراعة، الأمر الذي ساهم في تذليل بعض العقبات الأساسية التي كانت تعرقل انطلاقة الموسم.

كما أثنى على جهود البنك الزراعي في تنفيذ المتطلبات المتعلقة بالوقود، مؤكّدًا أن تلك الخطوات رغم أهميتها، إلا أنها تبقى غير كافية دون حلول جذرية لأزمة السيولة.

البنك الزراعي يوافق على سداد 20% فقط من مديونيات السلم

وفيما يتعلق بالمديونيات السابقة المرتبطة بالسلم، كشف كمبال أن إدارة البنك الزراعي وافقت على خفض نسبة السداد المطلوبة من 30% إلى 20% فقط، مع السماح بإعادة تمويل المزارعين مرة أخرى، وهو ما يشكل دعمًا حيويًا لإنجاح الموسم الزراعي.

وأشار إلى أن هذه الخطوة سيكون لها تأثير مباشر في إزالة بعض العقبات التي تواجه المزارعين المثقلين بالديون، وتمكينهم من استعادة نشاطهم والمساهمة في دفع الإنتاج الوطني.

توقعات بنجاح الموسم حال توفر الدعم النقدي

وأكد كمبال أن تنفيذ هذه الحزمة من المعالجات كفيل بإنجاح الموسم الزراعي المطري لهذا العام، مشددًا على أن النجاح مرهون بمدى جدية الجهات المختصة في توفير التمويل النقدي للمزارعين بصورة عاجلة.

وأوضح أن الزراعة تمثل ركيزة أساسية للاقتصاد السوداني، وبالتالي فإن دعمها يتطلب إرادة سياسية حقيقية وإجراءات مالية عاجلة لإنقاذ الموسم من الانهيار.