اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٠ تموز ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
في تقرير جديد نشره موقع SRUGIM العبري تحت عنوان 'تنبؤ مرعب'، أثار المستشرق الإسرائيلي إيدي كوهين جدلاً واسعاً بعد تصريحاته العدائية تجاه مصر، مشيراً إلى احتمال اندلاع حرب وشيكة بين القاهرة وتل أبيب، وهو ما وصفه مراقبون بأنه محاولة مكشوفة لإثارة الذعر الإقليمي.
كوهين: المصريون 'متعطشون للانتقام' والوضع قابل للانفجار
أثار كوهين في تصريحاته مخاوف مبطنة من اندلاع صراع بين مصر وإسرائيل، حيث قال إن المصريين يكنّون كراهية تاريخية لإسرائيل، وأنهم حسب زعمه 'يريدون قتلنا لكنهم لا يستطيعون'، مضيفاً أن 'السلام بين البلدين مجرد حبر على ورق، لا تطبيع ولا علاقات شعبية، ولا زيارات رسمية متبادلة، والرسالة المصرية واضحة: لا نعترف بكم'.
وأشار الإعلامي الإسرائيلي إلى أن إسرائيل رغم تعاونها الأمني مع مصر، إلا أنها لا تستبعد 'هجوماً مفاجئاً'، مستنداً إلى ما وصفه بـ'تحذيرات كبار المسؤولين الإسرائيليين' بعد السابع من أكتوبر.
وأضاف كوهين أن الجيش المصري يمتلك 'قدرات كبيرة' من أسلحة حديثة، وطائرات وغواصات وصواريخ وقوات مشاة ضخمة، ما يجعله في نظره تهديداً جدياً لتل أبيب، على حد تعبيره.
ادعاءات اقتصادية للتقليل من قدرة مصر
في محاولة لتقويض موقف مصر، ركّز كوهين على الجوانب الاقتصادية، زاعماً أن 'مصر المثقلة بديون تصل إلى 155 مليار دولار لن تستطيع تحمل أعباء الحرب'، وهو تصريح أثار سخرية عدد من المحللين الذين اعتبروه تضليلاً متعمداً لإخفاء مخاوف إسرائيل من التطورات الجيوسياسية المتلاحقة.
خبير مصري: تصريحات كوهين دليل 'رعب إسرائيلي'
جاء الرد سريعاً من الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، الذي أكد أن هذه التصريحات 'تكشف عن مدى رعب إسرائيل من مصر'، ووصفها بأنها 'محاولات يائسة لتشويه صورة دولة ذات سيادة'.، بحسب RT.
وقال مهران إن مصر دولة تحترم المواثيق الدولية وتسعى دائماً لتحقيق السلام، مضيفاً أن السياسة المصرية قائمة على ثوابت راسخة تشمل: احترام سيادة الدول، عدم التدخل في شؤون الغير، ونبذ العنف والعدوان.
وتابع قائلاً: 'التاريخ يشهد بأن مصر لم تكن يومًا دولة معتدية، بل كانت ركيزة استقرار في منطقة الشرق الأوسط، ومنبعًا لمبادرات السلام'، مضيفاً أن 'قوة مصر لا تقتصر على الجيش فقط، بل تشمل الوحدة الوطنية والتلاحم الشعبي'.
السياسات الإسرائيلية وراء تصاعد الاحتقان
أوضح الخبير القانوني أن ما وصفه بـ'العداء الشعبي لإسرائيل' ناتج عن تراكم سياسات إسرائيلية عدوانية، بدءًا من نكبة 1948، مروراً بالاحتلال والتهجير القسري، وصولاً إلى الانتهاكات المستمرة ضد الفلسطينيين، والحصار المفروض على غزة، وانتهاك المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وأضاف أن محاولات إسرائيل للظهور كضحية تأتي دائماً في سياق قلب الحقائق، بينما الحقيقة أن السياسات التوسعية والاعتداءات المتكررة هي السبب الحقيقي وراء العداء العربي لإسرائيل.
مصر 'خط أحمر'.. والجيش قادر على حماية الأمن القومي
وفي رده على تهديدات كوهين، قال مهران: 'سيادة مصر خط أحمر لا يمكن المساس به، وقواتنا المسلحة قادرة تمامًا على الدفاع عن الأمن القومي'، محذرًا من أن هذه التصريحات تصب في خانة التحريض والاستفزاز، ولا تخدم سوى إشعال المنطقة.
كما دعا إلى تغليب صوت العقل والحوار، مشيرًا إلى أن استمرار الخطاب العدائي من قبل شخصيات إسرائيلية يعكس أزمة داخلية إسرائيلية يحاولون تصديرها للخارج.
علاقات أمنية هادئة.. وشعبية مشحونة
رغم ما يتردد عن التعاون الأمني بين القاهرة وتل أبيب، إلا أن الواقع الشعبي يشير إلى توتر مستمر، خاصة في ظل غياب التبادل الدبلوماسي الفعلي على أعلى المستويات، ورفض القيادات المصرية القيام بزيارات علنية إلى إسرائيل منذ عقود.
هذه الفجوة بين الرسمي والشعبي تؤكد أن السلام بين مصر وإسرائيل لا يتجاوز الطابع الأمني، وهو ما يدحض مزاعم كوهين عن 'تهديد وشيك'، ويكشف قلقاً إسرائيلياً مزمناً من احتمالات التغيرات المستقبلية في المنطقة.
كوهين.. إعلامي متشدد يهوى التصعيد
من المعروف عن إيدي كوهين تبنيه مواقف متشددة تجاه العرب، وخاصة مصر، حيث طالما استخدم منابره الإعلامية لإطلاق تصريحات مثيرة للجدل، غالبًا ما تُقابل بالتجاهل أو التفنيد من الأطراف العربية، باعتبارها جزءاً من آلة الدعاية والتضليل الإسرائيلية.
وختامًا، تبقى التصريحات الأخيرة جزءاً من مسلسل التخويف الإسرائيلي الذي يستهدف الحفاظ على التفوق الاستراتيجي لتل أبيب في المنطقة، لكن مصر، بحسب محللين، تدرك أبعاد هذه الاستفزازات وتتعامل معها بثقة واتزان.