رئيسة بنك الخرطوم تفجّر مفاجآت من العيار الثقيل حول "بنكك" وأسرار المحفظة الاستراتيجية

متابعات- نبض السودان

كشفت الرئيس التنفيذي لبنك الخرطوم، لمياء كمال ساتي، عن أرقام لافتة ومواقف حاسمة في أول حوار صحفي لها منذ اندلاع الحرب، مؤكدة أن تطبيق 'بنكك' أصبح شريان الحياة للمواطن السوداني، حيث يسجل يوميًا أكثر من 6 ملايين حركة مالية، ما يعكس مدى اعتماده كأداة مصرفية أساسية في ظل الظروف الاستثنائية الراهنة.

بنكك.. أكثر من مجرد تطبيق مصرفي

تحدثت ساتي عن البُعد الاجتماعي والاقتصادي لتطبيق “بنكك”، مشيرة إلى أنه أول تطبيق مصرفي في السودان، ويعمل منذ أكثر من عقد من الزمن. وقالت إن التطبيق يمثل ركيزة أساسية في استراتيجية البنك الرقمية، مشددة على أن بنك الخرطوم يضع دعم الشمول المالي كأولوية قصوى، عبر خصائص مُصممة تسهل الوصول إلى الخدمات المصرفية. كما أشارت إلى دعم البنك لمبادرات مجتمعية في التعليم والصحة، منها تمويل مشاريع المياه النظيفة ودعم المدارس في المناطق الريفية.

بنك الخرطوم ودوره في السلع الاستراتيجية

أوضحت ساتي أن بنك الخرطوم، بوصفه أقدم بنك في السودان والمنطقة العربية والأفريقية، يلعب دورًا محوريًا في ضمان انسياب السلع الاستراتيجية مثل القمح، الوقود، والأدوية. ويتم ذلك عبر تمويل عمليات الاستيراد وتقديم الضمانات للمستوردين بالتعاون مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص، مع السعي لتجنب أي نقص حرج في الإمدادات خلال فترات الأزمات.

المحفظة الاستراتيجية.. منفتحة على الجميع

كشفت ساتي أن محفظة السلع الاستراتيجية، التي يُشرف عليها بنك السودان المركزي، ليست محصورة على بنك الخرطوم فقط، بل هي مفتوحة لجميع البنوك الراغبة في المساهمة. وأشارت إلى أن بنك الخرطوم تلقى طلبات من بنوك سودانية للمساهمة في رأس المال الذي يبلغ مليار دولار، وقد تم الرد بالموافقة وإخطار البنك المركزي بذلك.

لماذا الرسوم الجديدة؟

وردًا على الانتقادات الواسعة التي صاحبت فرض رسوم جديدة على خدمات بنك الخرطوم، قالت ساتي إن هذه الرسوم ناتجة عن الارتفاع الكبير في تكاليف التشغيل والتحديات الاقتصادية، مؤكدة أن البنك حريص على أن تكون الرسوم في حدود المعقول وتراعي القدرة الشرائية للعملاء. وأضافت أن البنك يدعو عملاءه للتواصل عبر القنوات الرقمية لضمان خدمة أفضل وأسرع.

مشاكل تطبيق “بنكك”.. ما الحقيقة؟

أقرت الرئيس التنفيذي بوجود بعض الأعطال التقنية في تطبيق 'بنكك' نتيجة الظروف الصعبة، لكنها طمأنت العملاء بأن البنك يعمل على تحديثات مستمرة لتعزيز التجربة الرقمية. وأكدت وجود فريق دعم على مدار الساعة واستثمارات ضخمة في البنية التحتية لتحسين الأداء وضمان الاستقرار، خصوصًا في ظل تجاوز عدد الحركات اليومية الستة ملايين.

مجلس الإدارة.. نسبة السودانيين الأعلى

كشفت ساتي أن مجلس إدارة بنك الخرطوم لا يخضع للإدارة التنفيذية، وإنما يمثل الملاك، شأنه شأن أي بنك عالمي، لكن الغالبية فيه من السودانيين. وأشارت إلى أن الحكم على توجه البنك يجب أن يكون من خلال أفعاله، مثل دعمه للقوات المسلحة، مؤكدة أن “البيان بالعمل” هو شعار البنك في هذه المرحلة.

ما بعد الحرب.. رؤية لإعمار القطاع المصرفي

أكدت ساتي أن البنك المركزي يعمل على إعادة ترتيب وإعمار القطاع المصرفي كركيزة أساسية لإعادة إعمار السودان، وقالت إن بنك الخرطوم يشارك حاليًا في هذه الجهود، متوقعة أن يلعب القطاع دورًا كبيرًا في المشاريع التنموية مع تركيز متزايد على التكنولوجيا المالية لبناء نظام مالي مرن ومتين.

خطط مستقبلية.. وتوسع مستمر

كشفت ساتي عن خطط توسعية قادمة لبنك الخرطوم تشمل تطوير منتجات التمويل الأصغر وتقديم حلول مبتكرة، إلى جانب زيادة عدد الفروع وتحسين جودة الخدمة المصرفية لتواكب احتياجات المواطنين في جميع أنحاء السودان.

الشمول المالي.. ركيزة ثلاثية

قالت ساتي إن البنك ينتهج استراتيجية تعتمد على ثلاث ركائز لتعزيز الشمول المالي: التعليم المالي من خلال ورش توعوية، التوسع الجغرافي بزيادة عدد الفروع، والتكامل مع منصات التكنولوجيا المالية. وتهدف هذه الخطة إلى تمكين المواطنين من الوصول إلى خدمات مالية آمنة وبتكلفة مناسبة.

في الختام.. التزام بمسؤولية وطنية

اختتمت لمياء ساتي حوارها بالتأكيد على أن بنك الخرطوم سيظل شريكًا فاعلًا في تنمية السودان، عبر تبني سياسات مصرفية تستجيب لاحتياجات المواطن وتُساهم في استقرار الاقتصاد الوطني، موجهة الشكر لمجلة “حواس” على إبراز الصورة الحقيقية للمؤسسات المصرفية في البلاد.