اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٠ أب ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
أوقفت دولة الإمارات صادرات الذهب السوداني إلى أسواقها، في إطار قرارات متتالية صدرت ضد السودان بشأن التعامل الاقتصادي، بينما بحثت وزارة المعادن السودانية مع شركة مصفاة الذهب السعودية، إمكانية التعاون وفتح منافذ للاستثمار في هذا الجانب.
وكان مجلس الأمن والدفاع السوداني استعرض في اجتماع الإجراءات التي قامت بها حكومة أبوظبي، والاحتياطات الواجب اتخاذها من جانب حكومة السودان، في إطار موجة تصعيد جديدة بين البلدين.
البرهان يوجه بالتحرر الاقتصادي من سيطرة الإمارات
وبحسب مصادر (الزاوية نت) إن الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، وجه بالتحرر من سيطرة رأس المال الإماراتي والبحث عن بدائل اقتصادية حقيقية، وأكد تمسك الجيش بحق الدفاع عن النفس، والانفتاح على شراكات اقتصادية جديدة، رفض التفريط في السيادة الوطنية مهما كانت التحديات.
وأصدرت الإمارات خلال الأيام الماضية عدد من القرارات الاقتصادية تمثلت في إيقاف استقبال شركات الطيران السودانية في مطاراتها، وهو قرار أثار ربكة كبيرة بالنسبة للشركات لأنه جاء مفاجئًا وعبر الهاتف، لجهة أن الشركات لديها رحلات مبرمجة ومجدولة، كما أصدرت الإمارات قرار بوقف استقبال او اسال بواخر من موانئ دبي إلى ميناء بورتسودان، والحقت ذلك بقرار وقف استقبال الذهب السوداني.
السعودية تدخل على خط الذهب في السودان
ويرى خبراء أن السودان يمكنه تعويض أسواق الإمارات بأسواق أخرى في السعودية وتركيا وبعض دول المنطقة الأخرى، وهو ربما ما يفكر فيه السودان حيث استقبلت وكيل وزارة المعادن، د. هند صديق آدم، وفد شركة مصفاة الذهب السعودية برئاسة مولانا يوسف عبد الرحيم، مساعد المدير العام للشؤون الفنية بالشركة، وذلك بحضور مدراء الأذرع بالوزارة
ناقش الاجتماع فرص الاستثمار في قطاع التعدين.
وبحث الاجتماع متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق حوله على هامش مؤتمر الرياض يناير 2025م، بالإضافة إلى الترتيب لتوقيع اتفاقيات ثنائية بين الجانبين، وتُعد شركة مصفاة الذهب السعودية للتعدين إحدى مجموعة شركات سليمان العثيم بالسعودية.
ورحبت د. هند صديق آدم بزيارة الوفد، مثمنة الدور الذي تقوم به الكوادر السودانية بالشركة، ومؤكدة حرص الوزارة على التعاون مع الشركات السعودية الرائدة، وفي مقدمتها شركة مصفاة الذهب السعودية للتعدين، بما تمتلكه من إمكانيات مالية وفنية تؤهلها للإسهام في تطوير قطاع التعدين بالسودان.
وقال الخبير الاقتصادي بشير يعقوب، في مقال تعليقا على القرارات ، إن السودان لن يخسر في حرب الموارد التي أشعلتها الإمارات فهو مُنتج وأمامه خيارات واسعة، ونوه إلى أن الإمارات أن تُغطي على حقيقة أن تتعامل مع شبكات تهريب تحولت للعمل في كاودا.
وأشار بشير إلى أن ميدان الحرب الاقتصادية الذي انحرفت مسارات وخطط مخابرات سلطة أبوظبي نحوه هو الخيار الوحيد الذي تملكه هذه الدويلة، وإن كان مشهوداً لها ببعض النجاحات الاقتصادية لكننا لا نعرف أنها نجحت في اي يوم في إدارة الحرب بالوكالة إذا كان في اليمن او ليبيا او ما تقوم بعواسته الآن في السودان كيفما اتفق.
وأضاف “ليكون القرار الإماراتي الأخير الذي صدر اليوم بوقف صادرات الذهب السوداني إلى أسواقها هو محاولة للالتفاف على حقيقة أنه في الأصل تتعامل مع شبكات تهريب خاصة لا صلة لها بالحكومة وقد تحولت بعض هذه الشبكات الى كاودا في جبال النوبة.
ونوه إلى أنه قرار انفعالي ومرحلي لا نتوقع أن يصمد طويلا في حال أن نفذت الحكومة السودانية قرارها بالانفتاح على الأسواق العالمية الأخرى كبديل ناجز بعيداً عن الشروط الإماراتية المذلة والاستغلالية، ولا نشعر بأدنى أسف تجاه هذا القرار الإماراتي لأنها عمليا هي دولة عدوان تمادت في طغيانها وستنكسر هذه الأنفة الكاذبة على صخرة إرادة جيش وشعب السودان وإن طال السفر.
كيف ستضرر الامارات من قرار اغلاق موانئها امام التجارة السودانية؟
وطرح الناشط والخبير الاقتصادي مصعب عوض محمد خير، جملة من التساؤلات حول كيف ستضرر الامارات من قرار اغلاق موانئها امام التجارة السودانية ؟ لماذا القرار الآن؟، وقال إن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا هذا القرار الآن؟ لماذا لم يتم اتخاذه في وقت سابق رغم المسار السلبي جدا لعلاقة البلدين طوال العامين السابقين؟
إشارات سالبة وتأثير على المركز التجاري
ونوه إلى أن الإجابة البسيطة هي ان هذا القرار مكلف لدولة الامارات، من جهتين أولا انه سيؤثر على سمعتها كمركز تجاري ولوجستي دولي حيث قرار مماثل سيعطي إشارات سلبية، تخيل مستثمر او شركة جزائرية او بلد اخر هناك توتر حالي بين بلدها ودولة الامارات قرار كهذا سيجعلها تفكر الف مرة في إيجاد بدائل بما ان العلاقات السياسية أصبحت محدد في حرية التجارة والحركة داخل دولة الامارات خاصة ان هذا القرار يعزز نمط بدأ يتكرر بعد الذي حدث مع قطر.
وبحسب مصعب أن السبب الثاني أن اعتماد السودان في تجارته الخارجية على الامارات مثل بلدان كثيرة في المنطقة يمثل ورقة ومصدر نفوذ اماراتي على هذه الدول وهذا القرار يعني فقدان احد مصادر النفوذ المهمة حيث انه لا يمكنك اكل الحلوى والاحتفاظ بها في نفس الوقت، وأضاف “لهذه الأسباب لم يتم اعلان القرار وتم تنفيذه بشكل مباشر ودون أي رغبة في تسليط أي ضوء اعلامي عليه، وهذا متوقع ويؤكد أن القرار يضر بسمعة الإمارات.
وأشار إلى أنه على الرغم من أن القرار له عواقب سالبة على السودان الا انها ليست حتى قريبة مما راج من قبل البعض وتتمثل في ارتفاع تكاليف الاستيراد بنسبة قليلة وفي المقابل القرار له عواقب سلبية ايضا على دولة الامارات حيث انه سيضعف نفوذها على السودان ويؤثر سلبا على سمعتها كمركز تجاري ولوجستي حر.