اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٨ أيار ٢٠٢٥
متابعات نبض السودان
في دراسة مثيرة زعمت مجموعة من العلماء من جامعة 'رادبود' الهولندية أنهم نجحوا في تحديد موعد نهاية الكون بدقة غير مسبوقة، محذرين من أن 'نهاية العالم' ستأتي في وقت أقرب بكثير مما كان متوقعًا في الأوساط العلمية سابقًا، رغم أن الحديث يدور عن زمن بعيد جدًا على المقاييس البشرية.
الكون يتلاشى أسرع مما نتصور
وبحسب تقرير نشرته صحيفة 'ديلي ميل' البريطانية، فإن العلماء أكدوا أن الكون يسير نحو نهايته بشكل أسرع مما كان يُعتقد، مشيرين إلى أن كافة النجوم المنتشرة في الفضاء ستُظلم تمامًا في غضون زمن يُعرف بـ'كوينفيجينتيليون' سنة، وهي وحدة زمنية تساوي رقمًا فلكيًا مذهلًا: واحد يتبعه 78 صفرًا.
الرقم السابق كان أكثر تفاؤلًا
وكانت التقديرات السابقة تشير إلى أن الكون قد يستمر حتى 10 أس 1100 سنة، وهو ما يعني واحد يتبعه 1100 صفر. لكن الاكتشاف الجديد قلّص هذا الرقم بشكل كبير، ما يُعد نقلة نوعية في فهم العلماء لمصير الكون النهائي.
إشعاع هوكينغ يغير المعادلة
وترتبط هذه الرؤية الجديدة بإشعاع 'هوكينغ'، وهو ظاهرة كان يُعتقد سابقًا أنها تحدث فقط داخل الثقوب السوداء. ووفقًا لما أعلنه الباحثون، فإن هذه الظاهرة قد تنطبق أيضًا على أجسام فلكية أخرى، مثل الأقزام البيضاء والنجوم النيوترونية، التي تمثل المراحل النهائية في دورة حياة النجوم.
نهاية النجوم 'الميتة' قد تعني نهاية الكون
النجوم النيوترونية والأقزام البيضاء هي بقايا النجوم التي نفدت طاقتها، وتظل مشتعلة لفترات زمنية طويلة للغاية. إلا أن الدراسة الجديدة تشير إلى أن هذه الأجسام 'الميتة' ستتحلل في النهاية بفعل إشعاع مشابه لذلك الذي يحدث في الثقوب السوداء، ما يعني أنها ستتبدد وتفقد طاقتها تدريجيًا إلى أن تختفي.
تصحيح علمي لرؤية عمر الكون
قال الباحث الرئيسي في الدراسة، البروفيسور هينو فالكي، المتخصص في علم الفلك الراديوي وفيزياء الجسيمات الفلكية بجامعة رادبود، إن الدراسات السابقة لم تكن تأخذ إشعاع هوكينغ في الاعتبار عند تقدير عمر الكون. وأضاف أن هذا التجاهل قاد إلى تقديرات طويلة جدًا لعمر الكون، بينما تشير الحسابات الحالية إلى زمن أقصر بكثير.
الكارثة بعيدة.. لكن 'أقرب من المتوقع'
ورغم أن الزمن الذي تحدث عنه الباحثون لا يزال فلكيًا وبعيدًا جدًا من وجهة النظر البشرية، فإنهم يؤكدون أن النهاية قد تأتي أسرع بكثير مما تخيله العلماء في السابق، مشيرين إلى أن فهم كيفية تحلل النجوم 'الميتة' يمكن أن يمنحنا تصورًا أكثر دقة عن العمر النهائي للكون.
إشعاع هوكينغ.. ثورة علمية مستمرة
ويُذكر أن الفيزيائي الشهير ستيفن هوكينغ، هو أول من تحدث في عام 1975 عن إمكانية إفلات الجسيمات والإشعاع من الثقوب السوداء، متناقضًا بذلك مع الفكرة السائدة في ذلك الوقت بأن لا شيء يمكنه الهروب من قوة جاذبيتها الهائلة. وكان هوكينغ قد اقترح أن إشعاعًا خاصًا يتكون على حافة الثقوب السوداء نتيجة تفاعل جسيمات مؤقتة يمكن أن تنقسم، ليفلت أحدها من الجاذبية بينما يُسحب الآخر إلى الداخل.
رؤية جديدة لمصيرنا الكوني
تُعيد هذه الدراسة النقاش حول مصير الكون إلى الواجهة من جديد، وتفتح آفاقًا لفهم أكثر دقة للعمليات الفلكية المعقدة، وتحديد عمر الكون بناءً على تحلل الأجسام الفضائية البعيدة التي ستظل آخر من يضيء في ظلمة الفضاء قبل أن يُسدل الستار الكوني النهائي.