اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٣ أب ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
أطلق وزير الإعلام خالد الإعيسر، تحت توقيع “المواطن”، منشورًا جديدًا أثار جدلًا واسعًا، حمل إشارات وصفت بالخطيرة من قبل البعض، بينما رأى آخرون أنها قد تدفعه إما للاستقالة أو الإقالة، نظرًا لكونها تنطوي على انتقادات غير مباشرة لقيادة الدولة. وجاء ذلك بعد ساعات من لقاء رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان بمستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مسعد بولس، في سويسرا.
السودان أمام مفترق طرق
أكد الإعيسر في منشوره أن السودان يقف أمام مفترق طرق مصيري، ما يفرض على كل فرد أن يصغي لصوت ملايين المشردين والضحايا المتضررين من الحرب، وأن يضع المصلحة العامة فوق النزعات والمصالح الشخصية.
وشدد على أن الرؤى الوطنية يجب أن تتسم بالبعد الاستراتيجي لا أن تُختزل في مناورات تكتيكية تفرضها ضرورات آنية وقصيرة النظر.
لحظة تاريخية نادرة
وأضاف أن السودانيين أمام لحظة تاريخية نادرة وُلدت من رحم المعاناة، تمثل منعطفًا حاسمًا لإعادة بناء واقع جديد على أسس وطنية واعدة، تبشر بمستقبل أكثر عدلًا وازدهارًا. وأشار إلى أنه إذا لم تُبن المواقف الوطنية على وعي عميق بالواقع الحساس والمعقد، فإن الثمن الذي سيدفعه المتضررون سيكون أعظم كلفة وأفدح أثرًا في المستقبل.
ردود فعل واسعة
جاء منشور الإعيسر بعد ثلاث تغريدات نشرها باسم “المواطن الإعيسر”، ما أثار تفاعلًا كبيرًا بين المتابعين. فالبعض اعتبره تجاوزًا للصمت الواجب على من يعمل تحت سقف حكومة رئيس الوزراء، فيما رآه آخرون مؤشرًا على سخط وعدم رضا عن المنصب بعد تجريده من مهمة الناطق الرسمي. وهو ما دفع الصحفية أم وضاح إلى مطالبته بالاستقالة أو الالتزام بضوابط المنصب.
دعوات للتوثيق التاريخي
وجه الناشط والمحامي خالد آدم رسالة إلى الإعيسر قال فيها: “يا أيها الإعيسر، ليكن همك توثيق هذه الحقبة التاريخية من تاريخ السودان توثيقًا دقيقًا وموثقًا بالكتب والأفلام والمتاحف، فهي حقبة ملهمة للأجيال أكثر من المهدية والاستقلال، بما تحمله من ملاحم وتضحيات وعزة قومية”.
ودعاه إلى تكوين فريق من المختصين أو تأسيس مركز توثيق مجهز بكوادر ومعدات حديثة، حتى لا تضيع هذه الوقائع في خضم الصراعات السياسية ويتم الاعتماد مستقبلاً على ذاكرة المسنين أو المصادر غير الموثوقة.
'سوخوي' الوطن
أما الدكتور حسن إبراهيم فقد وصف الإعيسر بـ 'سوخوي الوطن'، مؤكدًا أنه لم يكن يومًا عابرًا في معركة الكرامة، وكان من أوائل الداعمين للقوات المسلحة والقوات المساندة، حتى لُقّب بهذا اللقب لشجاعته وجرأته.
وأشار إلى أن الإعيسر رجل وطني حتى النخاع، لكن المشهد تغيّر منذ تعيينه أولًا كمتحدث رسمي باسم الحكومة، ثم وزيرًا للإعلام، وبعد إعفائه من منصب الناطق الرسمي بات يكتب في صفحته رسائل موقعة بـ “المواطن خالد الإعيسر”.
بين نارين
وأضاف حسن أن الإعيسر يعيش اليوم بين نارين: قلبه الوطني النابض، وإطار الوظيفة التي تقيده عن الحديث بحرية كما كان يفعل سابقًا. ودعاه إلى التحرر من قيود المنصب والاستقالة إن لزم الأمر، والعودة للتعبير الصادق الذي أحبه الناس، مؤكدًا أن الشعب سيقف معه ويدعمه أكثر من أي امتيازات وزارية.