اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٨ تموز ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
في تطور غير مسبوق، اعترف مسؤول عسكري إسرائيلي للمرة الأولى بأن الضربات الجوية التي شنتها إيران الشهر الماضي قد أصابت بالفعل عددًا من المواقع العسكرية داخل إسرائيل، وهو ما يشكل تحولًا كبيرًا في الرواية الإسرائيلية الرسمية التي ظلت تتحدث عن اعتراض شبه كامل للصواريخ والطائرات الإيرانية.
تأكيد رسمي لكنه محدود التفاصيل
المسؤول الإسرائيلي الذي أدلى بهذا التصريح اشترط عدم الكشف عن هويته وفقًا لقواعد الإحاطة العسكرية، وأوضح أن 'عددًا قليلاً جدًا' من المواقع العسكرية قد تعرضت للقصف الإيراني، لكنه أكد أن هذه المواقع ما تزال تعمل، دون أن يحدد أماكنها أو يوضح مدى حجم الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية العسكرية الإسرائيلية.
خلفية الهجوم: الرد الإيراني على قصف منشآتها النووية
وجاء القصف الإيراني بعد أن نفذت إسرائيل في 13 يونيو هجومًا مباغتًا استهدف منشآت نووية إيرانية بالإضافة إلى ترسانة من الصواريخ، مما دفع طهران إلى الرد بشكل واسع النطاق، عبر موجات متكررة من الضربات الجوية استهدفت مدنًا إسرائيلية ذات كثافة سكانية عالية مثل تل أبيب وحيفا، وأخرى تضم مواقع عسكرية مثل محيط بئر السبع في جنوب البلاد.
تفاصيل الخسائر: قتلى ومباني سكنية مستهدفة
رغم أن الجيش الإسرائيلي كان قد صرح بأن معظم الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية قد تم اعتراضها خلال الحرب، إلا أن الضربات خلفت آثارًا ملموسة. حيث تم قصف عدة مبانٍ سكنية، وأعلنت إسرائيل عن سقوط 28 قتيلًا، من بينهم جندي كان في إجازة، في حين أعلنت إيران عن مقتل 935 شخصًا في الغارات الإسرائيلية على أراضيها، والتي شملت العاصمة طهران أيضًا.
القيادة الإيرانية: الضربات كانت “حتمية وردعية”
وكانت إيران قد أعلنت في حينه أن الضربات كانت تهدف إلى 'الردع وتغيير قواعد الاشتباك'، وأنها أظهرت جاهزيتها لأي تصعيد عسكري جديد. وأكد مسؤولون إيرانيون أن طهران لم تكن لتصمت على الهجمات الإسرائيلية على منشآتها النووية التي اعتبرتها انتهاكًا صارخًا لسيادتها وتهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.
الولايات المتحدة تدخل على خط التهدئة
وفي خطوة وصفت بأنها ضغوط ديبلوماسية مكثفة، دخلت الولايات المتحدة على خط الأزمة، حيث مارست ضغوطًا على الجانبين لوقف التصعيد. وتكللت الجهود بوقف لإطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 24 يونيو، بعد أن شنت القوات الأمريكية ضربات على منشآت نووية إيرانية للمرة الأولى منذ سنوات.
خسائر غير مسبوقة في إيران
الهجمات الإسرائيلية على إيران أوقعت خسائر بشرية وعسكرية كبيرة، حيث أعلنت طهران مقتل أكثر من 935 شخصًا من بينهم قادة عسكريون ومدنيون، بالإضافة إلى تدمير مواقع استراتيجية في العاصمة ومحيطها، وهو ما اعتبرته إيران 'إعلان حرب غير مباشر' يستوجب الرد.
تغيّر في توازن الردع: رسائل متبادلة بالنار
يشير مراقبون إلى أن هذا الاعتراف الإسرائيلي قد يعكس حجم المفاجأة التي سببتها الضربات الإيرانية، وأن تل أبيب لم تعد قادرة على تجاهل آثارها، خصوصًا مع نجاح بعضها في اختراق الدفاعات الجوية والوصول إلى أهداف داخل العمق الإسرائيلي. كما يُنظر إلى هذا الاعتراف كجزء من محاولة تل أبيب إعادة صياغة موقفها الداخلي والدولي بشأن الحرب الأخيرة.
هل يشكل الاعتراف الإسرائيلي تمهيدًا لتصعيد جديد؟
رغم التهدئة التي أعقبت وقف إطلاق النار، يرى بعض المحللين أن الاعتراف الإسرائيلي قد يكون تمهيدًا لعمل عسكري لاحق ضد إيران أو أحد حلفائها في المنطقة، خصوصًا إذا ما اعتبرت إسرائيل أن الهجمات الأخيرة قد كشفت عن ثغرات في منظومتها الدفاعية.
المنطقة أمام صيف ساخن.. والهدوء قد يكون مؤقتًا
المخاوف تتصاعد من احتمال انهيار وقف إطلاق النار في أي لحظة، خاصة مع تزايد التصريحات العدائية من كلا الجانبين، وبقاء القضايا الخلافية الجوهرية دون حل، وفي مقدمتها ملف إيران النووي ودور طهران في دعم جماعات مسلحة في المنطقة، وهو ما تعتبره إسرائيل تهديدًا استراتيجيًا لا يمكن تجاهله.