اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٤ أب ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
في حادثة مأساوية جديدة، لقيت ثلاث شقيقات سودانيات تتراوح أعمارهن بين 9 و11 و17 عامًا مصرعهن غرقًا في البحر الأبيض المتوسط، أثناء محاولة عائلات مهاجرة الوصول إلى السواحل الإيطالية. الحادث وقع عندما غرق القارب الذي كان يقلهن رفقة عشرات المهاجرين المنحدرين من دول السودان ومالي وساحل العاج وإثيوبيا وإريتريا.
تفاصيل عملية الإنقاذ
منظمة الإغاثة الألمانية (RESQSHIP) أعلنت أن سفينتها “نادير” تمكنت من إنقاذ أكثر من 65 مهاجرًا كانوا على متن القارب المكتظ وغير الصالح للإبحار شمال ليبيا ليلة الجمعة الماضية. وبين الناجين نساء حوامل وأطفال، بينما عُثر على جثث الفتيات الثلاث داخل القارب، إضافة إلى الإبلاغ عن فقدان شخص رابع لم يُعثر عليه بعد.
الأم الناجية تصارع الصدمة
المأساة بلغت ذروتها عندما شوهدت والدة الفتيات الناجية وهي في حالة صدمة تجلس بجوار جثامين بناتها الملفوفة بملاءات بيضاء طلبها أفراد عائلتها. كما نجا شقيقهن وجرى نقله رفقة الأم والناجين إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية.
شهادات صادمة من قلب الكارثة
باربرا ساتور، إحدى المنقذات، وصفت الموقف قائلة: “كان القارب مكتظًا للغاية ومفرغًا جزئيًا من الهواء. كانت ليلة حالكة السواد، الأمواج بارتفاع متر ونصف، والقارب يغرق لساعات”. وأكدت أنهم عثروا على الجثث في قاع القارب وسط خليط من الماء والوقود بعد إجلاء ثلثي الركاب. وأضافت: “حاول الفريق الطبي إنعاشهن، لكن الوقت كان قد فات، إذ ظللن تحت الماء طويلًا”.
مآسي متجددة على طريق الموت
بحسب منظمة الهجرة الدولية، فقد ابتلع طريق الهجرة عبر المتوسط أرواح أكثر من 30 ألف شخص منذ عام 2014، ليبقى واحدًا من أخطر طرق الهجرة غير النظامية في العالم.
إنقاذ آخر وإخفاقات مؤلمة
في سياق منفصل، أعلنت منظمة إنقاذ متوسطية أخرى أنها تمكنت من إنقاذ أكثر من 50 مهاجرًا من قارب آخر، لكنها فشلت في الوصول إلى قارب ثانٍ بعد أن اعترضه خفر السواحل الليبي.
اتهامات لليبيا بانتهاكات خطيرة
منظمة “إس أو إس الإنسانية” غير الحكومية اتهمت ما يسمى بخفر السواحل الليبي بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وجرائم ضد الإنسانية، بحسب بعثة مستقلة لتقصي الحقائق تابعة للأمم المتحدة. وأكدت أن إجبار طالبي الحماية على العودة إلى ليبيا يمثل خرقًا واضحًا للقانون الدولي، نظرًا لما يتعرضون له من تعذيب وسوء معاملة هناك.
كارثة إنسانية تتكرر
الحادثة الجديدة تسلط الضوء من جديد على معاناة المهاجرين السودانيين والأفارقة في رحلات الموت عبر المتوسط، حيث يقامر الآلاف بحياتهم هربًا من الحروب والفقر والأزمات، في محاولة للوصول إلى أوروبا بحثًا عن حياة أفضل.