اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١ أب ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
في كشف علمي مذهل أعاد كتابة التاريخ الجيني لأحد أهم المحاصيل الغذائية في العالم، توصل فريق من علماء الأحياء التطورية والجينوم إلى أصل البطاطس، وأكدوا أن ظهورها كان نتيجة تزاوج طبيعي نادر وقع قبل نحو 9 ملايين عام بين نوع بري من الطماطم ونبات غير معروف يدعى Etuberosum، ما أدى إلى إنتاج نبات هجين استطاع لأول مرة إنتاج الدرنات الصالحة للأكل.
البطاطس: نتاج 'لقاء جيني' غير متوقع
وفق الدراسة المنشورة في مجلة Cell العلمية، فإن التحليل الجيني الواسع لأكثر من 450 نوعًا من البطاطس المزروعة والبرية قاد إلى تتبع هذا الأصل القديم الذي ظل غامضًا لعقود. فقد تبين أن نباتًا يشبه البطاطس تزاوج مع سلف بري للطماطم، وأن الطفرة الجينية الناتجة من هذا التزاوج مكّنت الهجين الجديد من تخزين الغذاء في درنات تحت الأرض — وهي الصفة الأساسية التي تميز البطاطس.
وصرّح الباحث سانوين هوانغ من الأكاديمية الصينية للعلوم الزراعية بأن هذا التطور كان حاسمًا في بقاء البطاطس في البيئات القاسية في جبال الأنديز، وأن القدرة على إنتاج الدرنات ساهمت في انتشارها وتنوعها الكبير.
حفظ الغذاء تحت الأرض: سر البقاء
أوضح العلماء أن تطور الدرنات جاء استجابة لتغيرات مناخية قاسية قبل ملايين السنين في سلسلة جبال الأنديز، حيث أصبح تخزين الغذاء تحت الأرض استراتيجية فعّالة للبقاء في ظل درجات الحرارة المنخفضة. واليوم، يُعرف أكثر من 100 نوع بري من البطاطس، بعضها يحتوي على سموم تجعله غير صالح للاستهلاك، لكن الأساس الجيني الموحد ظل واضحًا.
البطاطس والطماطم.. قرابة وثيقة
تشير النتائج إلى أن البطاطس والطماطم أقرب جينيًا مما كان يُعتقد سابقًا، رغم اختلاف طرق استهلاكهما وأجزائهما الصالحة للأكل. فالبطاطس تُستهلك في صورة درنات، بينما الطماطم تُستهلك كثمرة. هذه القرابة الجينية تؤكد أن تطور النباتين جاء من سلف مشترك واحد.
دراسة جينية تفتح الباب أمام استنبات أصناف جديدة
يأمل الباحثون أن تؤدي هذه النتائج إلى تحسينات في الزراعة الحديثة من خلال إنتاج أنواع جديدة من البطاطس مقاومة للظروف القاسية والآفات، باستخدام تقنيات الهندسة الوراثية المعتمدة على فهم الأصل الجيني المشترك مع الطماطم.
وقال هوانغ: 'حللنا أخيرًا لغز أصل البطاطس، وهذا سيعزز مستقبل الزراعة والغذاء عالميًا'.