اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٥ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
يتساءل كثيرون عن عدد الوجبات المثالي للحفاظ على صحة جيدة وتوازن غذائي، في ظل انتشار النصائح التي تدعو إلى تناول وجبة صغيرة ومتعددة على مدار اليوم لتحفيز الأيض والمساعدة في فقدان الوزن. لكن الدراسات العلمية الحديثة كشفت أن جودة النظام الغذائي وإجمالي السعرات الحرارية المستهلكة تلعب دورًا أكبر بكثير في التأثير على الصحة العامة من عدد الوجبات اليومية، بحسب تقرير نشره موقع Verywellhealth.
العلاقة بين عدد الوجبات ومعدل الأيض
يُعرّف معدل الأيض بأنه كمية الطاقة أو السعرات الحرارية التي يستهلكها الجسم خلال فترة زمنية محددة. ويعتقد بعض الخبراء أن زيادة عدد الوجبات اليومية يمكن أن ترفع من معدل الأيض وتُحفّز الجسم على حرق المزيد من السعرات. ويستند هذا الاعتقاد إلى ما يُعرف بـ التأثير الحراري للطعام، أي كمية الطاقة التي يستهلكها الجسم لهضم الطعام وامتصاصه. لكن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن هذا التأثير لا يختلف كثيرًا سواء تم تناول الطعام على وجبتين أو خمس وجبات، ما يعني أن زيادة عدد الوجبات لا تضمن بالضرورة تسريع عملية الأيض.
هل الوجبات الصغيرة والمتعددة أفضل فعلًا؟
بينما يعتقد البعض أن تناول وجبات صغيرة ومتكررة يحافظ على نشاط الأيض ويمنع الجوع، تُظهر بعض الدراسات أن تقليل عدد الوجبات اليومية قد يكون أكثر فاعلية في كبح الشهية وتقليل استهلاك السعرات الحرارية على المدى الطويل. كما أن هذا النمط يمكن أن يساهم في الحد من زيادة الوزن، خاصة إذا تضمن فترات صيام قصيرة بين الوجبات.
ثلاث وجبات رئيسة يوميًا
يتفق معظم خبراء التغذية على أن تناول ثلاث وجبات رئيسة يوميًا هو النمط الأنسب لمعظم الناس، وفقًا لتوصيات منظمة الصحة العالمية. يشمل هذا النمط الإفطار، الغداء، والعشاء.
عند توزيع السعرات الحرارية بشكل متوازن بين هذه الوجبات، يمكن الحفاظ على وزن صحي ومستوى طاقة ثابت طوال اليوم.
أهمية الوجبات الخفيفة الصحية
يرى بعض الخبراء أن إضافة وجبة أو وجبتين خفيفتين بين الوجبات الرئيسة يمكن أن تكون مفيدة، خصوصًا إذا كانت الفترات بين الوجبات طويلة. الهدف من الوجبات الخفيفة هو منع الشعور بالجوع الشديد الذي قد يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام لاحقًا. لكن يشترط أن تكون هذه الوجبات صحية ومغذية، مثل المكسرات غير المملحة، أو الفواكه الطازجة، أو الزبادي الطبيعي.
نظام الوجبتين فقط
يلجأ البعض إلى تناول وجبتين فقط في اليوم كجزء من أنماط الصيام المتقطع، مثل النظام 16:8 الذي يسمح بتناول الطعام خلال ثماني ساعات فقط في اليوم. قد يناسب هذا النمط بعض الأشخاص الذين يسعون لتقليل الوزن أو تحسين حساسية الإنسولين، لكنه غير مناسب للجميع، خاصة لمن يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري أو أولئك الذين يحتاجون إلى طاقة مستمرة خلال اليوم.
جودة الطعام أهم من عدد الوجبات
أجمع الخبراء على أن نوعية الطعام أهم بكثير من عدد الوجبات. إذ يجب أن تحتوي كل وجبة على مزيج متوازن من البروتين، والكربوهيدرات المعقدة، والدهون الصحية، والألياف. في المقابل، يؤدي الإفراط في تناول الأطعمة المصنعة والمليئة بالسكريات إلى الإضرار بالصحة حتى مع الالتزام بعدد وجبات مثالي.
التوازن والاستماع للجسم
يبقى أفضل نظام غذائي هو الذي يتناسب مع نمط حياة الفرد واحتياجاته اليومية. فبعض الأشخاص يشعرون براحة أكبر مع ثلاث وجبات فقط، بينما يفضل آخرون خمس وجبات صغيرة. الأهم هو الحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم، وتجنب الإفراط في الأكل أو الحرمان المفرط.