اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
وصل رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس، اليوم، إلى العاصمة الإريترية أسمرا، في زيارة رسمية هي الأولى له منذ توليه رئاسة الحكومة، وتستمر لمدة يومين، وذلك في إطار جهود تعزيز العلاقات الثنائية بين السودان وإريتريا وفتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين الشقيقين.
استقبال رسمي رفيع في مطار أسمرا الدولي
كان في استقبال رئيس الوزراء لدى وصوله إلى مطار أسمرا الدولي وزير الخارجية الإريتري عثمان صالح، وعدد من كبار المسؤولين في الحكومة الإريترية، إلى جانب أعضاء السفارة السودانية في أسمرا الذين رحبوا بالوفد السوداني في أول زيارة رسمية لرئيس الوزراء.
وتأتي الزيارة في وقت يشهد فيه الإقليم تحركات دبلوماسية مكثفة لإعادة ترتيب العلاقات بين دول المنطقة، حيث تسعى الحكومة السودانية إلى تعزيز التعاون الإقليمي وتوسيع الشراكات الاستراتيجية مع دول الجوار، وخاصة إريتريا التي تربطها علاقات تاريخية وثقافية وثيقة مع السودان.
لقاء مرتقب مع الرئيس الإريتري أسياس أفورقي
ووفقًا لوكالة السودان للأنباء، فإن جدول الزيارة يتضمن لقاءً مهماً بين الدكتور كامل إدريس والرئيس الإريتري أسياس أفورقي، لمناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة المتعلقة بالأمن الإقليمي، والتعاون الاقتصادي، وتسهيل حركة التجارة والعبور بين البلدين.
كما ستشهد الزيارة مباحثات موسعة بين الجانبين تشمل ملفات الطاقة والتعدين والزراعة والتجارة الحدودية، بالإضافة إلى التنسيق السياسي في القضايا الإقليمية المطروحة على الساحة الأفريقية.
وفد وزاري رفيع المستوى يرافق إدريس
رافق رئيس الوزراء في زيارته وفد وزاري كبير ضم وزير الخارجية والتعاون الدولي السفير محيي الدين سالم، ووزير الثقافة والإعلام والسياحة خالد الإعيسر، وعدداً من المستشارين والمسؤولين الحكوميين.
وكان في وداع الوفد بمطار بورتسودان كل من وزير الصحة الدكتور هيثم محمد إبراهيم، ووزير الزراعة البروفيسور عصمت قرشي، وعدد من المسؤولين، حيث أكدوا أن الزيارة تمثل دفعة جديدة لمسار العلاقات بين الخرطوم وأسمرا.
العلاقات السودانية الإريترية.. تاريخ مشترك ومواقف ثابتة
تتميز العلاقات السودانية الإريترية بعمقها التاريخي والتداخل الاجتماعي والثقافي بين الشعبين، إلى جانب المصالح المشتركة في مجالات الأمن والاقتصاد.
وقد شهدت العلاقات بين البلدين خلال السنوات الأخيرة تطورات إيجابية رغم الظروف السياسية المعقدة في الإقليم، حيث ظلت أسمرا تدعم استقرار السودان ووحدته، وأعلنت موقفها الواضح من الحرب التي اندلعت العام الماضي.
موقف أسياس أفورقي من الحرب في السودان
يُذكر أن الرئيس الإريتري أسياس أفورقي كان من أوائل القادة الأفارقة الذين أعلنوا دعمهم الصريح للجيش السوداني في مواجهة قوات الدعم السريع، مؤكدًا أن موقف بلاده ينبع من حرصها على وحدة السودان وأمنه واستقراره.
كما وجّه أفورقي انتقادات حادة لعدد من الأطراف الدولية التي وصفها بأنها ساهمت في تأجيج الصراع، مشيراً تحديداً إلى دور بعض الدول الإقليمية في تعقيد الأزمة، وعلى رأسها الإمارات، في تصريحات اعتُبرت من أكثر المواقف وضوحاً وشجاعة على مستوى القارة.
أسمرا وبورتسودان.. جسر جديد للتعاون الإقليمي
وتعتبر زيارة الدكتور كامل إدريس فرصة مهمة لبحث آليات تعزيز التعاون الاقتصادي بين أسمرا وبورتسودان، خاصة في مجالات الموانئ والتجارة والنقل، إلى جانب التعاون في مكافحة التهريب وتأمين الحدود المشتركة.
ويرى مراقبون أن هذه الزيارة تأتي في توقيت حساس بالنسبة للسودان الذي يسعى إلى إعادة ترتيب علاقاته الخارجية والانفتاح على شركائه الإقليميين بعد فترة من العزلة السياسية والاضطرابات الداخلية.
نحو شراكة جديدة في القرن الأفريقي
ومن المتوقع أن تُفضي هذه الزيارة إلى توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية ومذكرات التفاهم في مجالات البنية التحتية والتعليم والصحة والطاقة، مما سيعزز حضور السودان في منطقة القرن الأفريقي ويعيد الحيوية إلى دوره الإقليمي.
كما تحمل الزيارة دلالات رمزية مهمة، فهي تمثل رسالة سياسية واضحة بأن السودان ماضٍ في بناء شراكات قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة بعيداً عن الاستقطاب الدولي والإقليمي.