اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٨ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
أعلن وزير التعليم العالي والبحث العلمي البروفيسور أحمد مضوي موسى عن انطلاقة مرحلة جديدة في مسيرة التعليم بالسودان، مؤكداً أن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة 'إعمار حقيقي' لمؤسسات التعليم العالي، التي تأثرت بصورة مباشرة بالحرب، خاصة في ولاية الخرطوم.
وأكد مضوي أن الوزارة وضعت رؤية وطنية واضحة تستهدف إعادة الإعمار في البنية التحتية، وتحفيز البحث العلمي، إلى جانب إيلاء اهتمام خاص بالتعليم التقني والفني، وتعزيز الجودة والتحول الرقمي في الجامعات السودانية.
الجامعات بين الدمار والإصرار على النهوض
وقال وزير التعليم العالي إن الجامعات السودانية تعرضت لتدمير ممنهج من قبل الميليشيات، التي استهدفت المؤسسات التعليمية في محاولة لضرب روح العلم والتقدم في البلاد، مشدداً على أن إعادة بناء هذه الصروح تحتاج إلى جهد وطني مشترك يضم الدولة والمجتمع والقطاع الخاص، لإعادة الحياة إلى الجامعات وتحويلها إلى مراكز إشعاع معرفي من جديد.
لقاء موسع مع إدارة جامعة النيل الأزرق
وفي إطار متابعته الميدانية، عقد الوزير اجتماعاً مهماً مع البروفيسور عمر حسن حسين، مدير جامعة النيل الأزرق، لمناقشة مجمل الأوضاع الأكاديمية والإدارية بالجامعة، وتقييم الأداء في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد. وقدّم مدير الجامعة تنويراً شاملاً حول سير العملية التعليمية، والجهود المبذولة لاستمرار الدراسة رغم التحديات الأمنية والاقتصادية.
الوزير يشيد بصمود جامعة النيل الأزرق
وأشاد البروفيسور أحمد مضوي بما تبذله جامعة النيل الأزرق من جهود استثنائية للحفاظ على استقرار العملية الأكاديمية، رغم الصعوبات التي تواجهها، معتبراً ذلك مؤشراً إيجابياً على قوة الإرادة الأكاديمية السودانية، وقدرتها على تجاوز الأزمات. وأكد أن الوزارة ستواصل دعم الجامعات التي ظلت تعمل رغم الحرب، تقديراً لصمودها وإيمانها برسالتها التعليمية.
التعليم كرافعة لإعادة بناء الوطن
وأوضح وزير التعليم العالي أن اللقاءات والاجتماعات والزيارات الميدانية التي تقوم بها الوزارة تهدف إلى وضع خارطة طريق شاملة لمرحلة ما بعد الحرب، تقوم على اعتبار التعليم الركيزة الأساسية لإعادة بناء الوطن وتحقيق التنمية المستدامة. وأضاف أن التعليم العالي لن يقتصر على إعادة المباني والمنشآت، بل سيمتد إلى إعادة بناء الفكر والمنهج والبحث العلمي، بما يتناسب مع متطلبات المرحلة الجديدة.
جامعة النيل الأزرق نموذج للإصرار والتحدي
من جانبه، أكد مدير جامعة النيل الأزرق البروفيسور عمر حسن حسين أن الجامعة استطاعت أن تحافظ على استقرار الدراسة رغم التحديات الأمنية والاقتصادية التي تعيشها البلاد، مشيراً إلى أن هيئة التدريس والطلاب أظهروا التزاماً كبيراً وإصراراً على مواصلة العملية التعليمية مهما كانت الصعوبات. وأكد أن الجامعة تمثل نموذجاً حقيقياً لقوة الإرادة والعزيمة الوطنية في مواجهة الظروف القاهرة.
رؤية التعليم العالي نحو المستقبل
وأشار الوزير مضوي إلى أن خطة إعادة إعمار الجامعات تشمل تطوير البنية التحتية الذكية، وتحسين بيئة البحث العلمي، وتشجيع الابتكار والتقنيات الحديثة، إلى جانب التوسع في إنشاء الجامعات التقنية والمهنية التي تسهم في بناء الاقتصاد الوطني. كما شدد على ضرورة إعادة النظر في المناهج لتتماشى مع احتياجات سوق العمل والاقتصاد الوطني المتجدد بعد الحرب.
تحفيز البحث العلمي والابتكار
وأوضح الوزير أن الوزارة تعمل على وضع حوافز جديدة لتشجيع البحث العلمي التطبيقي الذي يخدم المجتمع، من خلال شراكات مع القطاعين العام والخاص، وتفعيل التعاون الدولي مع الجامعات الإقليمية والعالمية. وأكد أن السودان يمتلك طاقات بشرية هائلة في مجال التعليم والبحث، قادرة على قيادة مرحلة النهوض القادمة.
التعليم التقني والتحول الرقمي
وفي ختام حديثه، شدد البروفيسور مضوي موسى على أهمية التعليم التقني والفني كعنصر رئيسي في خطة إعادة الإعمار، مشيراً إلى أن التحول الرقمي سيكون محوراً أساسياً في تطوير التعليم العالي، عبر رقمنة الخدمات الأكاديمية والإدارية وربط الجامعات بشبكة تعليمية موحدة تسهم في تعزيز التواصل وتبادل الخبرات بين مؤسسات التعليم العالي.