اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢ أب ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
في زمن مضى، كان من يتنبأ بكسوف الشمس يُوصف بالساحر، أما اليوم، فصار الأمر بيد العلماء المتخصصين في مراقبة حركة الأجرام السماوية، الذين أعلنوا عن ظاهرة كونية فريدة تنتظر العالم: 'كسوف القرن' في الثاني من أغسطس 2027.
ظاهرة طبيعية نادرة ستمتد لست دقائق و23 ثانية، لتكون أطول كسوف كلي للشمس منذ عام 1991، عابرةً قارات وحدودًا، ومثيرةً للدهشة والرهبة في آن واحد.
حدث فلكي يمتد عبر آلاف الكيلومترات
'كسوف القرن' لن يكون مجرد كسوف عابر، بل سيُغطّي شريطًا بطول أكثر من 15 ألف كيلومتر، وعرض يناهز 260 كيلومترًا، عابرًا أراضي 11 دولة ومنطقة:
إسبانيا، جبل طارق، المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا، مصر، السودان، السعودية، اليمن، والصومال.
وتُرجع الحسابات الفلكية طول مدة الكسوف هذه المرة إلى مجموعة من العوامل، أبرزها اقتراب مساره من خط الاستواء، حيث تتحرك ظل القمر ببطء أكبر فوق سطح الأرض، إلى جانب تموضع القمر والأرض في موقعين مثاليين نسبياً حول الشمس.
روسيا على الهامش.. وظلالٌ جزئية فقط
رغم أن الحدث يوصف بـ'القرن'، فإن روسيا لن تكون من بين المناطق التي ستشهد الكسوف الكلي، بل سيكون مرئياً منها جزئيًا فقط، خصوصًا في المناطق الجنوبية.
ويُذكر أن روسيا شهدت كسوفًا فريداً في 1 أغسطس 2008، سُمّي 'الكسوف الروسي'، وكان مرئيًا بوضوح في غرب سيبيريا ونوفوسيبيرسك.
وفي 12 أغسطس 2026، سيكون سكان شمال سيبيريا وجزيرة غرينلاند وأيسلندا وإسبانيا على موعد مع كسوف كلي آخر للشمس يسبق كسوف 2027 بعام واحد.
الظاهرة المتكررة: دورتها، مشاهدتها، وتحذيراتها
كسوف الشمس ظاهرة تتكرر من مرتين إلى خمس مرات سنويًا، لكنها لا تُرى إلا من الأرض، وتخضع لما يُعرف بـ'دورات الكسوف'، أشهرها دورة ساروس، وهي دورة زمنية تزيد قليلاً عن 18 شهرًا، تتكرر خلالها ظواهر الكسوف بشكل مشابه.
يحدث الكسوف فقط أثناء طور المحاق (القمر الجديد)، حين يكون القمر واقعًا بين الأرض والشمس على خط مستقيم، فيبدو قرص الشمس كأنه مغطّى جزئيًا أو كليًا ببقعة داكنة.
مواعيد كسوف أخرى حتى 2030
21 سبتمبر 2025: كسوف جزئي مرئي في إفريقيا، أوروبا، جنوب آسيا
1 يونيو 2030: كسوف حلقي يُرى في جنوب روسيا من البحر الأسود إلى بحيرة بايكال
29 مارس 2025: كسوف جزئي شُوهد بالفعل في مناطق أوروبا وروسيا وأمريكا الشمالية
تحذيرات للعين.. لا تنظر للشمس مباشرة
وكالة ناسا وخبراء الفضاء يُشددون على ضرورة ارتداء نظارات خاصة عند مراقبة الكسوف، أو استخدام طرق غير مباشرة مثل أجهزة الإسقاط ذات الثقب.
الكسوف الجزئي على وجه التحديد يشكل خطرًا كبيرًا على شبكية العين، وقد يؤدي إلى فقدان دائم للبصر في حال التحديق في الشمس دون حماية مناسبة.
ظاهرة تُمجّد العلم وتُدهش الإنسان
'كسوف القرن' ليس مجرد حدث سماوي نادر، بل هو احتفال كوني بالعلم والمعرفة، يُذكّر الإنسان بقدرته على التنبؤ بحركة الكون بدقة مذهلة، ويُعيد للعلوم الفلكية بريقها في عصر التكنولوجيا.
كما أنه مناسبة لتوحيد أنظار البشر من دول وثقافات مختلفة نحو السماء، حيث يمر ظل القمر برسالة صامتة عن وحدة الكوكب أمام عظمة الكون.