بائعات الشاي.. هل تغلق الخرطوم صنبور الرزق الوحيد لآلاف النساء؟

متابعات – نبض السودان

عقد والي الخرطوم، الأستاذ أحمد عثمان حمزة، اجتماعًا موسعًا بمشاركة المديرين العامين لوزارات التنمية الاجتماعية والمالية والثقافة والإعلام والصناعة، ناقش خلاله الأوضاع الراهنة لمهنة بيع المشروبات الساخنة والباردة، والبدائل المقترحة لتنظيمها بما يتفق مع الذوق العام ويحافظ على مظهر العاصمة.

انتشار عشوائي يشوّه وجه الخرطوم

الاجتماع الذي حضره صديق فريني مدير عام التنمية الاجتماعية، ونوال بشير مدير عام وزارة المالية، والطيب سعدالدين مدير الثقافة والإعلام، وأمين حسن عبدالبنات مدير الصناعة، ناقش تفشي ظاهرة بيع المشروبات على الأرصفة والساحات العامة بطريقة غير منظمة، مما تسبب في تشوهات بصرية وبيئية امتدت إلى الشوارع الرئيسية للولاية.

اهتمام خاص بالنساء العاملات في القطاع

والي الخرطوم شدد على أهمية التعامل مع هذه المهنة من منطلق اجتماعي وإنساني، مؤكدًا اهتمام الحكومة الولائية بشريحة النساء العاملات في بيع المشروبات، واللاتي دفعتهن الظروف الاقتصادية القاسية إلى امتهان هذا النشاط. كما دعا الوالي إلى دمج هؤلاء البائعات ضمن منظومة اقتصادية منظمة تحترم الذوق العام وتسهم في تجميل المدينة.

مشروعات بديلة تحفظ المظهر وتعزز الإنتاج

في الاجتماع، استعرض مدير عام وزارة التنمية الاجتماعية ومدير هيئة تنمية الصناعات الصغيرة عددًا من المقترحات لتقنين نشاط بيع المشروبات. واشتملت المشروعات على تصاميم بديلة للأكشاك والنقاط البيعية تراعي الصحة العامة والنظافة، وتقدم واجهة حضارية للعاصمة، إضافة إلى مشروعات استثمارية جديدة يمكن أن تستوعب البائعات وتساعدهن على تسويق منتجات أخرى.

الولاية تعد بخطوات عملية خلال أسبوع

أعلن والي الخرطوم دعمه الكامل للنماذج والمشروعات التي تم تقديمها، ووجّه بسرعة استكمال التصميمات خلال أسبوع واحد فقط حتى تُعرض على حكومة الولاية للإجازة والبدء الفوري في التنفيذ.

دعم مالي من وزارة المالية للمشروعات الجديدة

بدورها، أكدت مدير عام وزارة المالية، نوال بشير، التزام وزارتها بالمساهمة في دعم وتمويل المشروعات المتعلقة بتنظيم مهنة بيع المشروبات، وذلك ضمن أولويات الحكومة في خلق بيئة حضرية صحية وتعزيز دور المرأة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

موازنة بين البعد الإنساني ومتطلبات التحديث

المبادرة الجديدة التي تتبناها ولاية الخرطوم تسعى إلى تحقيق توازن دقيق بين الجانب الإنساني المتمثل في دعم النساء العاملات، ومتطلبات المدينة من تنظيم وانضباط وشكل حضاري يليق بالعاصمة. ومن شأن هذه الخطوة أن تفتح الباب لمشروعات مماثلة في ولايات السودان الأخرى التي تعاني من الظاهرة نفسها.

البائعات بين الأمل والقلق

وسط هذه التوجهات الحكومية، يظل القلق حاضراً في أوساط النساء العاملات بالمشروبات الساخنة والباردة، حيث يخشين أن تتحول مشروعات التنظيم إلى ذرائع لإبعادهن من مواقع رزقهن دون تقديم بدائل حقيقية. ويأملن في أن تضمن الحكومة العدالة في تنفيذ هذه الخطط، ومراعاة ظروفهن الاقتصادية الهشة.