اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٠ حزيران ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
رجحت تحليلات فلكية حديثة أن الكويكب الضخم المعروف باسم '2024 YR4″، والذي أثار قلقًا عالميًا واسعًا خلال الأشهر الماضية، قد يغيّر مساره ليصطدم بالقمر بدلًا من الأرض، في تطور غير متوقع لمسار ما يُعرف بـ'قاتل المدن'.
من تهديد أرضي إلى احتمال قمر صناعي
الكويكب، الذي يبلغ حجمه حجم مبنى شاهق، اكتُشف لأول مرة في أواخر عام 2024. وفي حينها، أشارت الحسابات الأولية إلى وجود احتمال بنسبة 3% لاصطدامه بالأرض في 22 ديسمبر 2032، وهو ما أشعل تحذيرات وتحليلات مكثفة في الأوساط العلمية والإعلامية.
ومع تطور تقنيات الرصد الفضائي، وتكثيف عمليات المراقبة الفلكية، بدأت الحسابات تتغير تدريجيًا، خصوصًا مع دخول تلسكوب 'جيمس ويب' التابع لوكالة ناسا على خط التتبع، ما ساهم في تحسين دقة التوقعات المدارية للكويكب بنسبة تصل إلى 20%.
احتمال اصطدامه بالقمر يرتفع
وبحسب أحدث البيانات، فإن احتمال اصطدام الكويكب بالأرض أصبح شبه معدوم، فيما ارتفعت نسبة احتمالية اصطدامه بالقمر من 3.8% إلى 4.3%، ما يُبقي الاحتمال ضئيلاً ولكنه قائم. وتشير التقديرات إلى أن هناك أكثر من 95% احتمال أن يمر الكويكب بسلام دون أي ارتطام.
لكن في حال حدوث هذا الاصطدام النادر، فسيُعدّ '2024 YR4' أحد أكبر الكويكبات التي تضرب سطح القمر في التاريخ الحديث، وهو ما قد يمنح العلماء فرصة ذهبية لدراسة تأثيرات الاصطدامات الكونية.
فرصة علمية نادرة
أوضح ريتشارد مويسل، رئيس مكتب الدفاع الكوكبي في وكالة الفضاء الأوروبية، أن 'رصد اصطدام كبير بالقمر سيمثل تجربة علمية فريدة قد تزودنا ببيانات ضرورية لتطوير استراتيجيات دفاع كوكبي مستقبلية'.
وتعد هذه البيانات من الأهمية بمكان لتصميم أنظمة إنذار مبكر أكثر دقة وفعالية، خصوصًا في ظل تصاعد الحديث عالميًا حول التهديدات القادمة من الفضاء.
أصل الكويكب من حزام الكويكبات
التحليلات الكيميائية للكويكب أظهرت احتواءه على نسبة مرتفعة من السيليكات، ما يشير إلى أنه نشأ على الأرجح من الحزام الرئيسي للكويكبات بين كوكبي المريخ والمشتري، قبل أن تدفعه تأثيرات الجاذبية الكونية إلى مدار قريب من الأرض.
ويذهب بعض العلماء إلى حد الاعتقاد بأن '2024 YR4' لم يكن يومًا كويكبًا مستقلاً، بل مجرد جزء انفصل عن جسم أكبر نتيجة تصادم كوني قديم.
الكويكب خارج نطاق الرصد مؤقتًا
في الوقت الحالي، ابتعد الكويكب بشكل كبير عن موقع الرصد، ما يجعل مراقبته مستحيلة سواء بالتلسكوبات الأرضية أو عبر الأدوات الفضائية. لكن وكالة ناسا تأمل في العودة لرصده خلال دورته المقبلة حول الشمس.
وبحسب دراسة علمية حديثة نُشرت في مجلة RNAAS، فإن النصف الأول من عام 2026 سيشهد عودة الكويكب إلى مجال الرؤية لتلسكوب 'جيمس ويب'، ما قد يمثل فرصة حاسمة لإعادة تقييم مساره وتحديد احتمالات اصطدامه بالقمر بشكل أكثر دقة.
لا تهديد للأرض.. ولكن المتابعة واجبة
على الرغم من أن وكالة ناسا تؤكد عدم وجود أي تهديد للأرض في المستقبل القريب من هذا الكويكب، فإنها تشدد على أهمية متابعة تحركاته لما يمثله من نموذج مثالي لفهم حركة الأجسام القريبة من الأرض (NEOs)، ولتطوير أدوات الحماية المستقبلية.
ويأمل العلماء أن تثمر هذه المتابعة المستمرة في تعزيز قدرات البشرية على مواجهة الأخطار الفضائية، وتطوير آليات دفاع كوكبية فعالة تعتمد على بيانات علمية دقيقة وتجارب مسبقة قابلة للتحليل والتكرار.