اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٥ أيار ٢٠٢٥
بورتسودان- نبض السودان
كشفت صور حطام الصاروخ الذي استهدف موقعًا في مدينة بورتسودان، حقيقة نوع السلاح المستخدم، داحضة الرواية الأولية التي تحدثت عن تنفيذ الهجوم عبر مقاتلة حربية. الصور المتداولة أظهرت بوضوح أن بقايا السلاح تعود إلى صاروخ من طراز AGM-114 Hellfire أو طراز مشابه ضمن فئة الصواريخ جو-أرض، والتي تُستخدم عادة بواسطة طائرات أمريكية بدون طيار من نوع MQ-9 Reaper.
صاروخ Hellfire يؤكد فرضية الطائرات بدون طيار
ويُعد صاروخ هيلفاير من بين أكثر الصواريخ دقة في التوجيه، ويُستخدم على نطاق واسع في العمليات العسكرية ذات الطابع الجراحي، نظرًا لقدرته على إصابة الأهداف بدقة متناهية وتجنب الأضرار الجانبية الكبيرة. ويُركّب هذا النوع من الصواريخ على منصات متعددة أبرزها الطائرات بدون طيار MQ-9 Reaper، التي تُعد من بين أكثر الطائرات المسيرة تقدمًا وتبلغ تكلفة الواحدة منها نحو 30 مليون دولار.
أدلة ميدانية تفضح السيناريو المفبرك
الصور المنتشرة لحطام الصاروخ شكلت دليلًا حاسمًا في نفي السيناريو الذي رُوّج عن مشاركة مقاتلة حربية في تنفيذ الهجوم، وذلك لأن الصاروخ المكتشف لا يتطابق مع الذخائر التي تُطلقها المقاتلات التقليدية. بل يؤكد شكله وحجمه ومكوناته أنه صاروخ موجه أُطلق من طائرة بدون طيار، مما يعني أن الاستهداف تم عن بعد وبدقة عالية عبر منظومة استطلاع هجومية معقدة.
MQ-9 Reaper.. الطائرة التي تُغير قواعد الاشتباك
الطائرة MQ-9 Reaper ليست مجرد طائرة استطلاع، بل هي منصة هجومية متكاملة، قادرة على تنفيذ ضربات دقيقة على أهداف استراتيجية، وتُستخدم من قبل عدة جيوش حول العالم. في عام 2020، كانت دولة الإمارات قد تقدمت بطلب رسمي لشراء عدد منها، ضمن تعزيز ترسانتها الدفاعية والهجومية.
وفي السياق ذاته، أعلن الحوثيون في اليمن، حتى تاريخ 24 أبريل 2025، عن إسقاط سبع طائرات MQ-9 Reaper في سماء صنعاء، وهو ما يعكس حجم الانتشار والاستخدام المتزايد لهذا النوع من الطائرات في مسارح العمليات بالمنطقة.
البعد الإقليمي والتكتيكي للهجوم
يؤكد استخدام طائرة MQ-9 Reaper في تنفيذ الهجوم أن العملية لم تكن عشوائية، بل مخططة بعناية، حيث تم اختيار نوع السلاح والطائرة لتكون غير مرئية بالرادارات التقليدية وتنفذ ضربة دقيقة دون ترك بصمة إلكترونية واضحة. وهذا النوع من الهجمات عادة ما يتم توجيهه نحو أهداف حساسة، بما يعكس وجود قرار سياسي أو عسكري كبير خلف التنفيذ.
تطورات قد تُغير المشهد في شرق السودان
هذا الكشف يُعد تطورًا بالغ الأهمية في ملف بورتسودان الأمني، ويطرح تساؤلات عن الجهات التي تمتلك طائرات MQ-9 Reaper في المنطقة، وقدرتها على تنفيذ ضربات دقيقة داخل الأراضي السودانية. كما يُثير علامات استفهام عن الجهات التي تقف خلف العملية، وأهدافها الاستراتيجية، خاصة وأن الهجوم وقع في مدينة تُعد مركزًا حساسًا سياسيًا واقتصاديًا.