اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
أكد الدكتور أسامة عبد الرحمن أحمد الفكي، مدير عام وزارة الصحة بولاية الجزيرة والوزير المفوض، أن مستشفى الذرة بمدني استطاع أن يكون نموذجًا في استئناف الخدمات الطبية بعد تحرير مدينة مدني، مشيرًا إلى أن الجهود الحالية تتركز على إعادة بناء القطاع الصحي ورفع كفاءته لمواجهة التحديات بعد الحرب.
الكشف المبكر ينقذ الأرواح
جاء ذلك خلال احتفال المعهد القومي للسرطان بمدني باليوم العالمي لسرطان الثدي، الذي أقيم تحت شعار: (الكشف المبكر ينقذ الأرواح)، حيث شدد الفكي على أن برامج التوعية والفحص الدوري تمثل حجر الزاوية في تحقيق العلاج المبكر وتحسين نتائجه، مؤكدًا أن الوقاية تمثل الخطوة الأولى نحو الانتصار على المرض.
استراتيجية وطنية للمسح الطبي
أعلن الوزير عن إطلاق استراتيجية وطنية للمسح الطبي تقودها وزارة الصحة بالتعاون مع جامعة الجزيرة وعدد من الشركاء، بهدف تعزيز الكشف المبكر عن السرطان في جميع ولايات السودان. ودعا الأطباء إلى قيادة حملات توعية مجتمعية لإزالة 'الوصمة الاجتماعية' المرتبطة بالمرض، معتبرًا أن التغيير يبدأ من نشر المعرفة والثقة في العلاج.
كما أشاد الفكي بدور القوات المشتركة في إعادة تأهيل سبعة مستشفيات بالولاية، معتبرًا ذلك خطوة أساسية في عودة السياحة العلاجية إلى ولاية الجزيرة قريبًا، بعد توقفها لفترة طويلة بسبب ظروف الحرب.
الكشف المبكر يرفع نسب الشفاء
من جانبه، قدّم البروفيسور دفع الله أبو إدريس، مدير مراكز الأورام بالسودان، رؤية علمية دقيقة حول مرض السرطان، موضحًا أن نحو 60% من حالات السرطان لا تُعرف أسبابها المباشرة حتى الآن، وهو ما يجعل الكشف المبكر الوسيلة الأهم لمكافحة المرض.
وأكد أبو إدريس أن الكشف المبكر يرفع معدلات الشفاء إلى 100% في كثير من الأطوار، محذرًا من خطورة المعلومات المغلوطة والشائعات الطبية المنتشرة في المجتمع، داعيًا إلى تكثيف التوعية العلمية الموثوقة لضمان سلامة المرضى ورفع مستوى الوعي العام.
إعادة بناء وتأهيل المراكز
بشر أبو إدريس بخطوات ملموسة لإعادة تأهيل مراكز الأورام، موضحًا أن العمل جارٍ لتعويض جهاز الأشعة المفقود بسبب الحرب، وأن مستشفى الذرة بمدني سيكون من أوائل المستفيدين من الأجهزة الحديثة التي يتم استجلابها. كما كشف عن افتتاح مركز سنار للأورام قريبًا كإضافة نوعية لشبكة الخدمات العلاجية التي تنتشر في معظم ولايات السودان.
نداء عاجل لدعم المعهد القومي للسرطان
في السياق ذاته، أوضحت الدكتورة مرام عبد الرحيم، عميد المعهد القومي للسرطان بمدني، أن المعهد تكبّد خسائر كبيرة خلال الحرب، حيث فقد معظم أجهزته الحيوية، بما في ذلك أجهزة العلاج الإشعاعي التي تمثل الركيزة الأساسية لعلاج المرضى.
ووجّهت مرام نداءً عاجلًا للجهات الرسمية والشعبية لتقديم الدعم اللازم لإعادة تشغيل هذه الخدمات الحيوية، مؤكدة أن استعادة العمل في أقسام السرطان تمثل الأمن والأمان والسعادة الروحية للمرضى وأسرهم، لما توفره من أمل في الشفاء واستمرار الحياة.
فعاليات علمية وتوعوية
تضمّن الاحتفال محاضرات علمية قدمها عدد من الأخصائيين في جراحة الأورام والجراحة العامة والأشعة التشخيصية، تناولوا خلالها أهمية الفحص الدوري ودور التوعية في الوقاية من المرض. وركّزت الأوراق العلمية على التحديات العملية لمكافحة السرطان في السودان، وضرورة التعاون بين المؤسسات الصحية والمجتمعية لتحقيق نتائج ملموسة.
تعافي القطاع الصحي في الجزيرة
يأتي هذا الحدث في ظل تحوّل صحي ملحوظ تشهده ولاية الجزيرة بعد الحرب، حيث تعمل وزارة الصحة والقطاعات الطبية على استعادة عافيتها تدريجيًا عبر برامج إعادة التأهيل والتوسع في الخدمات. كما يجري العمل على تطوير خدمات الأورام وتمكين المرضى من الحصول على رعاية شاملة تتضمن الدعم النفسي والعلاجي في آن واحد.
ويرى مراقبون أن هذه الجهود المتكاملة تمثل بداية مرحلة جديدة للقطاع الصحي في السودان، قائمة على الشراكة بين الدولة والمجتمع، وعلى إيمان حقيقي بأن الكشف المبكر ينقذ الأرواح ويرفع نسب الشفاء إلى أعلى المستويات.