ضربة غير متوقعة لـ الإعيسر في حكومة إدريس

متابعات- نبض السودان

كشفت صحيفة 'مصادر' عن تحرك جديد داخل حكومة الدكتور كامل إدريس يهدف إلى فصل منصب الناطق الرسمي باسم الحكومة عن وزير الإعلام، في خطوة اعتبرها مراقبون بمثابة قرار غير سار بالنسبة لوزير الإعلام خالد الإعيسر، الذي تمت إعادة تعيينه مؤخرًا ضمن طاقم وزاري شمل أيضًا وزراء مثل جبريل إبراهيم للمالية ونور الدائم طه للمعادن ومعتصم أحمد للتنمية الاجتماعية.

توجه رسمي لفصل الناطق الرسمي عن الإعلام

يأتي هذا التوجه في ظل اقتناع الحكومة بأن الناطق الرسمي يجب أن يكون شخصية مستقلة تمامًا عن وزارة الإعلام، أسوة بما هو معمول به في كثير من دول العالم، حيث يُنظر إلى منصب الناطق الرسمي كحلقة وصل مباشرة بين الحكومة والرأي العام، دون أن يتقيد بتوجهات وزارية أو سياسية محددة.

ويرى المدافعون عن القرار أنه سيُسهم في تنشيط الأداء الحكومي وتفعيل قنوات الاتصال الرسمي بشكل أكثر انضباطًا، لأن مهمة الناطق الرسمي تكمن في توصيل رسالة الحكومة في كلمات دقيقة ومختصرة، دون الدخول في تفاصيل سياسية أو خطابات مطولة.

الإعيسر.. المرشح الأفضل لمنصبين؟

على الجانب الآخر، يرى عدد من المهتمين بالشأن السياسي والإعلامي أن خالد الإعيسر يتمتع بكفاءة وخبرة تؤهله لتولي المنصبين معًا، إذ يتميز – بحسب رأيهم – بالحنكة، وسلاسة العبارة، وقوة الحجة، وهي صفات قلما اجتمعت في من شغلوا هذا المنصب من قبله.

تحذيرات من تهميش دور وزارة الإعلام

يرى آخرون أن الخطوة قد تُفضي إلى تهميش دور وزارة الإعلام، وتحويلها إلى مجرد جهاز إداري بعيد عن الفعل السياسي والتوجيه الاستراتيجي، خصوصًا إذا ما تم تعيين ناطق رسمي لا يتمتع بوزن سياسي أو إداري يُمكّنه من أداء الدور المطلوب.

الهبوط الناعم.. كلمة السر؟

وبينما تعددت التحليلات، أشار بعض المحللين إلى أن قرار رئيس الوزراء ربما جاء نتيجة ضغوط خارجية تتعلق بمواقف الإعيسر الواضحة والصريحة تجاه بعض الدول، وعلى رأسها الإمارات، مما قد يتعارض مع توجه الحكومة الجديدة الراغبة في اتباع سياسة 'الهبوط الناعم' في ملفات إقليمية حساسة.

منابر سياسية تهاجم القرار وتتهمه بالتراجع عن الحسم

ووصف البعض القرار بأنه محاولة لـ'تكميم' صوت الإعيسر، الذي عرف عنه المصادمة والوضوح في التعبير، بعكس ما يريده البعض في هذه المرحلة الانتقالية، حيث تسعى الحكومة لتجنب الإحراج في التعامل مع القوى الإقليمية والدولية، بما في ذلك الدول الداعمة لطرفي الصراع في البلاد.

أصوات أخرى تدعو إلى المهنية والوضوح

الناشط السياسي عثمان الفنجري أكد أن شخصية الناطق الرسمي ليست هي القضية بحد ذاتها، بقدر ما هو مضمون الخطاب الرسمي للحكومة، متسائلًا: 'هل هناك سكرتارية تُعد هذه الخطابات وتراجعها وتضمن توافقها مع توجه الدولة؟'، قبل أن يشكك في وجود مثل هذا التنسيق أصلًا.

جدل متواصل حول الصلاحيات والخطاب الرسمي

بينما قال إسماعيل عبد الرحيم إن وزارة الإعلام جزء لا يتجزأ من الحكومة، وبالتالي فإن فصل الناطق الرسمي عنها قد يُربك المشهد ويُضعف التنسيق في الرسائل الإعلامية، التي من المفترض أن تنبع من جهة واحدة موحدة تعكس سياسات الدولة، وتُتابع تنفيذها في مختلف الأجهزة الإعلامية.

الإعيسر.. ناطق لا يُجامل؟

أشار حبيب الله صديق إلى أن الإعيسر بطبيعته ليس بالشخص الذي يُجامل أو يتردد، وهو ما قد يكون مصدر إزعاج لحكومة تسعى إلى تمرير رسائلها دون أن تُحرج داعميها الإقليميين، في وقت يشهد فيه السودان وضعًا حساسًا على الصعيدين السياسي والدبلوماسي.

تعيين ناطق بلا صلاحيات.. هل يحدث فرقًا؟

كما أعرب بعض الناشطين عن تخوفهم من أن يكون التوجه الجديد مجرد خطوة تجميلية، تنتهي بتعيين 'ناطق قاعد ساي' لا يضيف جديدًا ولا يتحرك من موقعه، كما حدث مع كثير من الوزراء الذين تولوا مناصب مهمة خلال العامين الماضيين دون أن يعرف عنهم الرأي العام شيئًا.