ظهور وباء خطير في الفاشر

متابعات- نبض السودان

كشفت مصادر صحية في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور عن تسجيل أول سبع حالات إصابة مؤكدة بوباء الكوليرا يوم الإثنين، وسط مخاوف كبيرة من تفشي المرض في ظل الظروف الصحية المتدهورة التي تعيشها المدينة المحاصرة.

وأكد مصدر طبي في المستشفى التخصصي للنساء والتوليد “السعودي” أن المصابين تم احتجازهم في مركز عزل خاص دون تسجيل أي حالات وفاة حتى الآن بحسب دارفور 24.

الفاشر تحت تهديد الوباء والحصار

المصادر الطبية حذرت من أن جميع سكان الفاشر أصبحوا عرضة لخطر الإصابة بالكوليرا والإسهالات نتيجة الانهيار الكبير في المنظومة الصحية. وأوضحت أن الحصار المفروض من قبل قوات الدعم السريع، إلى جانب القصف المدفعي المستمر، أدى إلى تعطيل الخدمات الأساسية وتفاقم أزمة القطاع الصحي، حيث خرجت 95% من المستشفيات والمرافق الطبية عن الخدمة، فيما تعمل القلة المتبقية بشكل جزئي وبإمكانات محدودة لا تفي بالاحتياجات.

أزمة مياه وكهرباء تفاقم المعاناة

وأكدت المصادر أن النزاع المستمر انعكس مباشرة على إمدادات المياه والكهرباء، وهو ما ساهم في زيادة المخاطر الصحية، بينما كشف مواطنون في الفاشر أن جميع مصادر المياه العامة والخاصة توقفت عن العمل، ما جعل الأسر العالقة تواجه أوضاعًا مأساوية تتدهور يومًا بعد يوم مع استمرار الاشتباكات.

خطر انتشار سريع للكوليرا

وحذرت الكوادر الصحية من توسع دائرة انتشار الكوليرا بالمدينة، مشيرة إلى أن انعدام المياه النقية وغياب الخدمات الطبية الفعالة يهيئ بيئة خصبة لتفشي الوباء بسرعة. وأكدت أن استمرار الصراع العسكري يجعل الاستجابة الصحية شبه مستحيلة، حيث إن مراكز العزل غير قادرة على استيعاب أعداد كبيرة إذا ارتفعت الإصابات في الأيام المقبلة.

الفاشر في قلب المواجهة

منذ أغسطس الماضي، توغلت قوات الدعم السريع في عدة مواقع استراتيجية داخل الفاشر، بما في ذلك مخيم أبو شوك شمالي المدينة. وتشهد المنطقة منذ 11 مايو 2024 معارك عنيفة تتخللها ضربات بالمدافع واستخدام الطائرات المسيّرة، ما عمّق الأزمة الإنسانية وفاقم الأوضاع الصحية والبيئية.

حصار طويل يزيد الكارثة

يُذكر أن قوات الدعم السريع تفرض حصارًا خانقًا على مدينة الفاشر منذ أبريل من العام الماضي، في محاولة للسيطرة عليها باعتبارها المعقل الأخير للجيش السوداني في إقليم دارفور. هذا الحصار الطويل أدى إلى شلل شبه كامل في الخدمات الأساسية ومنع وصول الإمدادات الطبية والإنسانية، وهو ما يجعل ظهور الكوليرا اليوم جرس إنذار جديد يهدد حياة الآلاف من المدنيين المحاصرين.