اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢ أب ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
يثير قرار وشيك بالإفراج عن الإرهابي البريطاني هارون أسوات موجة من الغضب والقلق في الأوساط السياسية والأمنية في المملكة المتحدة، بعد أن تبيّن أنه سيُطلق سراحه خلال أيام من وحدة علاج نفسي مؤمنة، رغم اعترافه بدوره في التخطيط لهجمات 11 سبتمبر وهجمات لندن 2005، ورغم تصنيفه من قبل السلطات الأمنية كـ'تهديد قائم للأمن القومي'.
خلفية صادمة.. من معسكرات القاعدة إلى نيويورك ولندن
يُعرف هارون أسوات بأنه أحد المقرّبين من أسامة بن لادن، وقد سبق أن أنشأ معسكر تدريب لتنظيم القاعدة داخل ولاية أوريغون الأمريكية، وهو ما أدى إلى صدور حكم ضده بالسجن لمدة 20 عاماً في الولايات المتحدة عام 2015، بعد إدانته بمحاولة دعم الإرهاب وتشكيل خلايا متطرفة على الأراضي الأمريكية.
ووفقاً لوثائق محكمة أمريكية، فقد اعترف أسوات خلال احتجازه بأنه ساهم بشكل مباشر في التخطيط لهجمات 11 سبتمبر التي راح ضحيتها نحو 3 آلاف شخص، بالإضافة إلى هجمات لندن عام 2005 التي أسفرت عن مقتل 52 شخصاً وجرح المئات.
فجوة قانونية تُطلق العقل المدبّر
رغم هذه الخلفية الخطيرة، فإن أسوات – الذي أعيد إلى بريطانيا عام 2022 – يستعد الآن للخروج من منشأة طبية نفسية مؤمنة، بعد أن تم اعتباره 'مؤهلاً للإفراج' بموجب قانون الصحة النفسية البريطاني، مستفيداً من ثغرة قانونية لا تُلزم السلطات بإجراء تقييم شامل لمستوى خطورته قبل إطلاق سراحه.
ورغم اعتراض شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية التي أجرت تقييمًا مفصلاً وخلصت إلى أن أسوات لا يزال يمثل خطرًا على الأمن القومي، فإن قاضياً بريطانياً اعتبر أن الإفراج عنه 'مرجّح خلال المستقبل القريب نسبياً'، مع الاكتفاء بإجراءات رقابية توصف بأنها 'شكلية'.
رقابة 'هشة'.. ومخاوف من إعادة النشاط
الإجراءات التي ستُفرض على أسوات بعد الإفراج عنه تقتصر على ما يُعرف بـ'أمر الإشعار'، وهو تدبير يُجبره على تسجيل عنوانه وإبلاغ الشرطة بأي خطط سفر مستقبلية، من دون أي نوع من المراقبة النشطة أو القيود المشددة على تحركاته، وهو ما وصفه مراقبون بـ'ثغرة أمنية خطيرة' تُهدد بإعادة تنشيط العناصر المتطرفة.
هجوم سياسي على الحكومة البريطانية
قرار الإفراج فجّر موجة من الانتقادات السياسية، حيث قال روبرت جينريك، وزير العدل في حكومة الظل البريطانية:
'هذا الرجل البغيض كان وراء واحدة من أكثر الهجمات دموية في التاريخ الحديث. لا ينبغي أن ينعم بالحرية مرة أخرى'.
وطالب جينريك بمراجعة عاجلة لقانون الصحة النفسية لضمان ألا يُستغل من قبل متطرفين يُشكلون تهديدًا مستمرًا للمجتمع، كما طالب بفرض رقابة مشددة وقيود احترازية في حال تم تنفيذ قرار الإفراج.
هل تكرّر بريطانيا أخطاءها الأمنية؟
تخشى أجهزة الأمن أن تضع نفسها مجددًا في موقع المتفرج على سيناريو مشابه لما قبل هجمات لندن 2005، حيث تم تجاهل التحذيرات بشأن أفراد متطرفين انتهى بهم الأمر إلى تنفيذ عمليات قاتلة. ويخشى خبراء من أن الإفراج عن أسوات قد يُستغل دعائيًا من قبل جماعات متطرفة تعتبره رمزًا تاريخيًا من رموز القاعدة.
ختامًا: فجوة قانونية تُطلق العقل المدبّر
الإفراج عن هارون أسوات في ظل الاعترافات الموثقة حول دوره في هجمات غير مسبوقة، يُعيد طرح تساؤلات عميقة حول قدرة الأنظمة الديمقراطية على الموازنة بين الحقوق القانونية والمصلحة العامة، ويضع الأمن القومي البريطاني أمام اختبار حرج.
في عالم باتت فيه الأفكار المتطرفة تنتقل أسرع من الجيوش، قد لا يكون الإفراج عن شخص كهذا مجرد قرار قضائي، بل رسالة خاطئة في زمن خاطئ.