هذه الأطعمة تسرق نومك الهادئ وتستبدله بالكوابيس

متابعات- نبض السودان

منذ قرون طويلة، ساد اعتقاد واسع بأن نوعية الطعام الذي يتناوله الإنسان وتوقيت تناوله قد يؤثران بشكل مباشر على طبيعة أحلامه، سواء كانت هادئة أو مليئة بالكوابيس. ورغم انتشار هذه القناعة الشعبية، إلا أن البحث العلمي ظل محدودًا في هذا المجال حتى وقت قريب، قبل أن تكشف دراسة جديدة عن دلائل علمية تؤكد هذا الترابط.

دراسة كندية تكشف العلاقة بين الطعام والكوابيس

ووفقًا لصحيفة 'الإندبندنت' البريطانية، أجرى فريق من الباحثين دراسة شملت استطلاعًا عبر الإنترنت لأكثر من ألف طالب كندي، حيث طُلب منهم الإجابة على أسئلة تتعلق بعاداتهم الغذائية، وصحتهم العامة، وجودة نومهم، وطبيعة أحلامهم.

وأظهرت النتائج أن أكثر من 40% من المشاركين أكدوا أن بعض الأطعمة كان لها تأثير سلبي مباشر على جودة نومهم، بما في ذلك زيادة احتمالية التعرض للكوابيس.

الحلويات ومنتجات الألبان أبرز المتهمين

بينت الدراسة أن الأطعمة السكرية ومنتجات الألبان كانت الأكثر تسببًا في الكوابيس، لا سيما عند الإفراط في تناولها. وأفاد 31% من المشاركين بأن الحلويات كانت السبب المباشر في كوابيسهم، بينما ألقى 22% منهم باللوم على منتجات الألبان.

ويعزو الباحثون ذلك إلى التأثيرات الكيميائية والهرمونية الناتجة عن هذه الأطعمة داخل الجسم، والتي قد تنعكس على نشاط الدماغ أثناء النوم.

الحساسية الغذائية تزيد من احتمالية الكوابيس

وأشارت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه أطعمة معينة أو من عدم تحمل اللاكتوز، كانوا أكثر عرضة للإبلاغ عن كوابيس متكررة وشديدة. وفسر الباحثون ذلك بأن المخاوف والقلق الناتج عن ردود الفعل التحسسية المحتملة قد يتسلل إلى الأحلام، ليحولها إلى مشاهد مزعجة.

الأمعاء والدماغ… رابط غير متوقع

أكدت النتائج أن الاضطرابات المعوية يمكن أن تنعكس نفسيًا أثناء النوم على شكل كوابيس، وهو ما يعزز الفرضية القائلة بوجود علاقة وثيقة بين ميكروبيوم الأمعاء والجهاز العصبي المركزي. وأضاف الباحثون أن هذه النتائج تمثل إضافة جديدة إلى الأدلة التي تربط صحة الأمعاء بالحالة النفسية والعقلية للإنسان.

توقيت الأكل يلعب دورًا مهمًا

لم يتوقف تأثير الأطعمة على نوعية الأحلام عند طبيعتها فقط، بل شمل أيضًا توقيت تناولها. وأوضح الباحثون أن تناول الطعام في وقت متأخر من الليل، وخاصة الأطعمة الدسمة أو السكرية أو الحارة، يرتبط بشكل واضح بأحلام سلبية وجودة نوم رديئة، وهو ما يؤثر على المزاج العام للفرد في اليوم التالي.

نصائح للحصول على نوم أفضل

أوصى الفريق البحثي باتباع نظام غذائي متوازن وغني بالعناصر الغذائية الأساسية، يشمل الألياف، الفواكه، الخضروات، والبروتينات قليلة الدهون، وذلك لتحسين جودة النوم وتقليل احتمالية الكوابيس. كما شددوا على ضرورة استماع كل فرد إلى جسده، ومراقبة الأطعمة التي قد تسبب له اضطرابات أو أحلامًا مزعجة.

وأكد الباحثون أن أخذ هذه العلامات بجدية يمكن أن يساعد في تحسين جودة النوم والصحة النفسية بشكل عام، مشيرين إلى أن النوم الصحي ليس رفاهية، بل ضرورة للحفاظ على توازن الجسم والعقل.